الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير زوجي منذ سفره، وأصبح لا يتكلم معي ولا يرد على رسائلي

السؤال

السلام عليكم

زوجي سافر منذ شهر، ومن أول سفره تغير علي ولم يعد كالسابق، يتكلم معي لدقيقة أو دقيقتين ومن ثم يتحجج بأنه مشغول ويغلق الخط، ولا يتكلم إلا كلمتين، أبعث له برسائل أني مشتاقة له وأحبه ويقرؤها ولا يرد، مع أنه يتكلم مع ابنتي ويحكي لها أنه مشتاق لها وأنه يحبها، وعندما أتكلم أنا يتحجج بالوقت وبالانشغال ويغلق الخط.

ماذا أفعل؟ وهل الطلاق حل؟ لأنني تعبت كثيرا.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل الإقدام على طلب الطلاق أو اتخاذ أي قرار، ونسأل الله لك السعادة والاستقرار.

زوجك غائب وللغائب أعذاره التي تخفى علينا، وليس معنى ذلك أننا نوافق على ما يحصل، ولكننا ندعوك للتريث والتماس الأعذار والتعوذ بالله من شيطان همه أن يجلب لنا ولكم الأحزان، والرجل قد يختصر الحديث مع زوجته لأن حوله رجال، وربما اختصر لأنه مشغول، وقد يختصر لأن دموعه تغلبه وكلام الزوجة يشوقه حتى يظهر عليه التأثر، وقد يكون السبب هو الخوف من عتابك له، وربما لأن صوتك يظهر من خلال الهاتف بما فيه من نعومة أو بما فيه من نبرات مرتفعة تحرجه، وربما كان السبب هو ارتفاع تكاليف الاتصال، وأنت تعرفين أهمية التوفير وحاجة الأسرة إلى كل درهم.

لا شك أن معظم المحاذير تختفي عندما يتحدث مع ابنته، وحبه لابنتك حب لك فأنت الأصل، ونتمنى أن تعطيه فرصة حتى يتأقلم وتتأقلموا أيضا على الوضع الجديد، واجعلي هدفك أن تكونوا معه أو يكون معكم.

وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تستمري في إرسال رسائل الحب والشوق، وتجنبي إرسال رسائل اللوم والعتاب لأنها تجلب الجفاء، وانتصري بإيمانك وصبرك على شيطان همه التشويش والسعي في خراب البيوت، وإن قصر زوجك فلا تقصري، واحتسبي الأجر عند الله، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

نحن سعداء بتواصلك مع موقعك، وهذا دليل على وعيك ونضجك، لأن من تستشير تضيف عقول الآخرين إلى عقلها، ويفرحنا أن يستمر التواصل مع مزيد من التوضيح، وشجعي زوجك على الطاعات، واطلبي منه التواصل مع موقعكم ليتعرف من إخوانه من الرجال على واجباته الأسرية، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب، وأن يحقق لنا ولكم الأماني وكل مطلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا أسماء عبدالله

    الله يعين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً