الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض يشكو من الدوخة وعدم توازن وآلام، ما تشخيص حالته؟

السؤال

الأعراض ظهرت منذ أكثر من سنة ونصف، وبدأت بدوخة، وعدم اتزان، وبعد مرور على دكاترة الأنف والأذن لم يتبين أي شيء، وبعده بدأ ألم الرقبة، مع استمرار الأعراض السابقة، ودكاترة العظام قالوا: إن الرقبة سليمة. وتم عمل رنين للرقبة، وكانت سليمة، مع استمرار الأعراض وزيادتها.

تم عمل رنين للمخ، وكان سليما -الحمد لله-، وبعد مقابلات مع دكاترة الأعصاب ذهبنا لطبيب عظام آخر، وأقر بضغط فقرتين في الرقبة، وهما السبب في عدم وصول الدم للمخ، وبالتالي تسبب عدم اتزان، وبعد عمل جلسات علاج طبيعي، وأدوية عظام، ومسكنات لمدة شهرين، ولبس رقبة، لم يوجد أي تحسن.

ذهبنا لطبيب أعصاب بسبب استمرار عدم الاتزان، وزيادة ألم الرقبة بشكل مستمر ودون انقطاع، مع وخز في الرقبة، وألم وتنميل باليدين، ثم أصبح يصل إلى الرجلين بطولهما من أسفل الظهر، وحتى القدم تنميل وحرقان، وألم مستمر حتى إنه لا يستطيع النوم، ولا الجلوس، ويقوم بعمله بصعوبة، وزاد أيضا ظهور التورم بكف اليد والقدم، وتم عمل رسم أعصاب، وهو المرفق مع الحالة، وتبين سلامة الأرجل، لكن أصبح التورم يظهر، وألاحظ بروز الشرايين عن الطبيعي بطول اليد والذراع.

تم أيضا عمل رنين للعمود الفقري، وتبين تآكل آخر (5) غضاريف في آخر (5) فقرات بالعمود الفقري، وتزحزح فقرة منها، ولكن طبيب الأعصاب يقول: إنها ليست بالسبب. وتم عمل أيضا تحليل (ب12) وكان عاليا بسبب أخذه لفترات طويلة من قبل الدكاترة، وعمل تحليل أنيميا، وسرعة ترسيب، وجميعها سليمة -الحمد لله-. ورسم الأعصاب تبين التهاب العصب الزندي باليدين.

جزاكم الله الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

لم تذكر -يا أخ أحمد- عن عمر المريض، وإن كان يعاني من سكري، أو ارتفاع ضغط، أو أي مرض في القلب، وأن كان يتناول أي أدوية لأي مرض، وكذلك عن طبيعة الدوخة؛ لأن الدوخة التي تكون بسبب مشكلة في الرقبة تكون في وضعيات معينة، خاصة عند لف الرقبة إلى الجانب، ومتى أعدت الرقبة إلى الوضع الطبيعي، وتم تثبيت الرقبة في الوضع الطبيعي؛ فإن الدوخة تختفي، والدوخة إن كان سببها الرقبة؛ فعادة ما تتحسن مع استخدام الطوق الطبي للرقبة، والعلاج الطبيعي، ولا تكون بشكل مستمر، وواضح من السؤال أن المريض لم يتحسن من العلاج الطبيعي والطوق حول الرقبة.

من ناحية أخرى فإنه يمكن للدوخة أن تكون بسبب تضيق شرايين الرقبة، والتهاب الشرايين، ولذا فإنه من المهم أن يتم إجراء ما يسمى (MRA magnetic resonance artegraphy)، وهي تجرى مع الطنين المغناطيسي للرأس، وتظهر الشرايين الداخلية للرأس، وبالتالي إن كان هناك تضيق في الشرايين فإنه يظهر.

كذلك مهم أيضا معرفة إن كانت الدوخة تأتي مع الجهد؛ لأن تضييق الصمام الأبهري قد يكون السبب في هذه الأعراض، ولذا فإنه مهم أن يتم تقييم المريض من قبل طبيب متخصص في القلب والشرايين؛ لتقييم القلب، وشرايين الرقبة، وشرايين اليدين؛ لأن هناك مرضا يصيب الشباب، ويسمى (takayasu) وهو قد يسبب الدوخة والتعب، والإعياء.

من ناحية أخرى، فإن الأدوية يمكن أن تسبب الدوخة وانخفاض الضغط أيضا، إلا أنه على الأكثر قد تم استبعاد هذه الأمور، بالإضافة إلى استبعاد مشاكل الأذن.

يفضل عرض المريض على طبيب مختص بالقلب؛ للتأكد من عدم وجود أي مشكلة في القلب، أو الصمامات، أو الشرايين، والتي يمكن أن تسبب هذه الأعراض.

نرجو من الله له الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً