الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعتريني رغبة في البكاء عند ثناء الناس عليّ!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 27سنة، توظفت بعد بطالة طويلة، من بعد الوظيفة تأتيني رغبة بالبكاء غير طبيعية لدرجة أني أسكت لا أتكلم أمام الناس، لكن عيوني تحمر والناس ينفرون مني، لا أقدر أن أتحكم بأعصابي، وإذا قاومتها تزيد، وأحس بألم في رأسي، إذا سمعت بكاء أطفال، أو رأيت امرأة في الشارع تأتيني وإذا رأيت أحدًا يسلم عليّ تأتيني هذه العبرة.

كذلك إذا احترمني أحدهم، أو أثنى عليّ، تعتريني هذه العبرة، والناس يشفقون عليّ من منظري الخارجي.

أشعر بأني مرتاح وغير مرتاح، والرغبة في البكاء زادت معي، أرجو من الله، ثم منكم مساعدتي.

ملاحظة: أيضًا إذا سمعت قصص شجاعة أو مواقف إنسانية تأتيني الرغبة بالبكاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كنتُ أتمنى لو ذكرتَ لنا قليلاً عن شخصيتك وطِباعك وعلاقاتك بالآخرين، ولكن على أي حال: فترة البطالة الطويلة قطعًا فترة تؤدي إلى الكآبة والضيق، وهي فترة غير مريحة وبها الكثير من الضغوطات النفسية، وأحيانًا يحاول الإنسان بكل ما أُوتي أن يتكيف معها، ولذلك عندما أتتك الوظيفة كأنك سِرتَ في مشكلة بعد أن تكيفتَ مع البطالة.

وعلى أي حال: كل الأشياء التي تذكرها الآن من سرعة التأثُّر والبكاء والعاطفية الشديدة والحساسية المفرطة نحو المواقف العاطفية، قد تكون أعراض لاكتئاب، وبعض مرضى الاكتئاب يذكرون أنهم صاروا عندما يرون موقفًا مؤثِّرًا في التلفاز مثلاً يتأثرون، وعندما يرون شيئًا مؤثِّرًا في الحياة العادية يصيرون عاطفيون أكثر من اللازم، فهذه قد تكون إحدى مظاهر الاكتئاب.

ولذلك أرجو أن تتناول دواء يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) فهو مفيد جدًّا للاكتئاب، وليس له أعراض جانبية تُذكر، فلوكستين عشرون مليجرامًا كبسولات، كبسولة بعد الإفطار لمدة شهرين، فإذا زالت هذه الأعراض وصِرتَ طبيعيًا، فأرجو أن تستمر فيه لفترة ثلاثة أشهر أخرى، وإذا لم تتحسَّن عليه فأرجو أن تُراجع طبيبًا نفسيًا أو معالجًا نفسيًا لعمل جلسات نفسية وتقييم حالتك.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً