الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدة مشاكل نفسية كالشك والرهاب والعزلة، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شخص أعيش في حالة من الوحدة، واﻻنطوائية والعزلة، ليس لي أصدقاء (كان لي وابتعدوا عني).

أعاني من عدة مشاكل نفسية، بعض المرات من الشك وبعض المرات من الرهاب من اﻻلكترونيات، وليس لدي أي رغبة أن أكون اجتماعياً.

أنا لم أكمل دراستي، وﻻ أريد أن أعمل موظفاً، ثم أصبت بالوسواس القهري، وحاولت تقليل حدة خطره، والحمد لله استطعت أن أقلل من وساوسي ولكن أنا دائماً ما أقول لنفسي أنا لم أفعل شيئاً لحياتي، وأنا ليس لي مستقبل، والأفضل أن أموت وأرتاح من هذه الدنيا.

أنا سريع الغضب، وﻻ أحب أحداً وأكره الجميع وأكره نفسي وﻻ أعرف يا دكتور لماذا أعيش، ﻻ أملك أي رغبة أن أكون موظفاً أو أكمل دراستي أعيش منعزلا عن العالم الخارجي من 9 سنوات، وأخرج في السنة مرتين أو ثلاثاً، وأنا متعب جداً أشعر بأنني سأموت عن قريب، ولن يذكرني حتى والدي، ومشاكلي كثيرة من الشك والخوف والرهاب، والوساوس والتفكير وإلى ما ﻻ نهاية.

إذا قرأت معلومة طبية بالإنترنت وتكون خاطئة تبعث لي الوساوس من كل شيء، على سبيل المثال: (النمل يمكن أن يدخل للمخ، وكتمان العطسة تؤدي إلى الموت) المعلومة صحيحة، ولكن إذا لمست أنفي وقت العطس أشعر أني كتمتها.

ﻻ أريد الذهاب إلى دكتور نفسي لأنني ﻻ أريد الخروج، وﻻ أريد أن يراني أحد أني أذهب إلى دكتور نفسي.

أشعر بأن ﻻ فائدة من بقائي في هذه الحياة، والأفضل لي أن أموت!

أرجو الإفادة، جزاكم الله الجنة ونعيمها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: هوِّن عليك، أنت ما زلت في مقتبل العمر، وأنت تعمل وتدرس في نفس الوقت، فأرجو أن تلتفت إلى الأشياء الإيجابية في حياتك، وهناك أشياء قد تكون سمات من سمات شخصيتك: الانفعال والغضب والانطوائية، فلتقبل نفسك كما هي، ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وهناك أشياء يمكن تغييرها، هناك أشياء يجب القبول والتسليم بها.

على أي حال: أهم شيء أن تواصل في دراستك وعملك، وأن تنظر إلى الجانب الإيجابي في الحياة، وأن تكون لك هوايات حتى ولو تؤدِّيها بمفردك، ومن أحسن الهوايات التي تُساعدك في الاسترخاء وفي التخلص من الأفكار السلبية وفي النشاط الذهني هي الرياضة، الرياضات البدنية الخفيفة، خاصة رياضة المشي، فلتمش في اليوم لمدة معينة، ولنقل نصف ساعة، فإنها تُساعدك مساعدة كبيرة.

ثانيًا: الالتزام بالصلوات خاصة الصلاة في المسجد مع الجماعة، فإنها تربطك بالمجتمع، وتُقلل كثيرًا من الإحساس بالعزلة والرهاب، حتى ولو لم تختلط بالناس، فبمجرد أن تذهب وتؤدِّي الصلاة في المسجد وتعود إلى منزلك، فإن هناك فائدة عظيمة لك في هذا الشأن، فائدة عظيمة دنيوية وأخروية.

ثالثًا: الذكر وقراءة القرآن، فهذا يبعث في النفس الطمأنينة، ويبعث إشارات أن الأقدار بيد الله، فعليك التسليم لأمر الله، ولتعلم أن ربنا تبارك وتعالى خلقنا لحكمة يعملها هو وأعلمنا إياها، قال تعالى: {وما خلقتُ الجن والإنس إلا لعبدون} فنحن ما علينا إلا طاعة الله ومحاولة عمل الشيء الصالح في الدنيا والتحضير لآخرتنا.

إذا أفادتْ هذه النصائح معك فالحمد لله، ولكن إذا استمرتْ هذه النظرة التشاؤمية والاكتئاب الشديد فلا بد - يا أخِي العزيز - أن تجبر نفسك وتحاول مقابلة طبيب نفسي، فليس في هذا عيب، معظم الناس الآن يقابلون الطبيب النفسي ويستشيرونه ويستفسرون منه عمَّا يلُمَّ بهم من صعوبات وضيق نفسي.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً