الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد الاكتئاب لي من جديد.. ساعدوني

السؤال

أتناول البروزاك منذ سنتين، وتحسنت في أول سنة، ثم أحسست أن الاكتئاب رجع لي ثانية، وأصبحت لا أتكلم مع أحد، ولا أرى أحدًا، وذهبت للدكتور فوصف لي دواءً آخر بجانب البروزاك (anafronil)، يا تري هل سيساعدني أم لا؟

منذ يومين أتناول الدواء الجديد بجانب البروزاك، آخذ البروزاك الصبح، والدواء الثاني قبل النوم، هل يجب أن يكون هناك فرق ساعات بينهما؟

مع العلم أن جسمي مكسر، وأحس أني غير مستوعب، وأحس بصداع، وأتنفس بثقل، مع العلم أن ضغط دمي في الغالب منخفض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ SEMONXX حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

لا شك أن المزاج الإنساني يتقلب، والإنسان إذا كان يعاني من اكتئاب ربما يكون عُرضة لعُسر المزاج في بعض الأحيان، لكن معظم الناس الذين جربوا العلاج الدوائي للاكتئاب، وكذلك العلاج السلوكي النفسي، ونجح معهم العلاج يستطيعون وبسهولة شديدة التخلص من النوبات الاكتئابية المتقطعة التي قد تأتي من وقتٍ لآخر.

فيا أخِي الكريم، طوِّر أساليبك الدفاعية لمقاومة الاكتئاب، وذلك من خلال: أن يكون فكرك فكرًا إيجابيًا، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون مُنجزًا، وتُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تكون لك برامج حياتية تُحثّك على ترتيب مستقبلك وبنائه بصورة أفضل، والحرص - أخِي الكريم - على أمور الدين أمرٌ هام جدًّا... هذه كلها تُشكِّل نوعًا من الدفع النفسي الإيجابي الذي يُساعد الإنسان للتخلص من الاكتئاب، وذلك بجانب العلاج الدوائي.

أما بالنسبة لما تتناوله من أدوية، فالـ (بروزاك Prozac) دواء رائع، وفائدته معروفة، والآن أعطاك الطبيب الـ (أنفرانيل Anafranil)، والذي يسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine) أعطاك إياه كدواء داعم، وهو بالفعل من الأدوية الممتازة، خاصة إذا كان الاكتئاب مصحوبًا ببعض الأعراض الوسواسية أو أعراض المخاوف، في هذه الحالة تكون الفائدة ممتازة جدًّا.

تناول الأنفرانيل ليلاً أفضل؛ لأنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في النّعاس أو الشعور بالاسترخاء الجسدي.

أما بالنسبة للفرق الزمني بين تناول الدواءين؛ فهذا ليس بالشرط أبدًا، حتى وإن أردت أن تتناول البروزاك في المساء مع الأنفرانيل لا بأس في ذلك أبدًا، لكن الناس تُفضل تناول البروزاك صباحًا؛ لأن بعض الناس يشتكون أن البروزاك يزيد من درجة اليقظة لديهم، ويمكنك أن تتناول البروزاك صباحًا والأنفرانيل مساءً.

أنت لم تتحدث عن جرعة الأنفرانيل، لكن ما دمت تتناول البروزاك بجرعة أربعين مليجرامًا يُفضَّل ألا تتعدى جرعة الأنفرانيل خمسين مليجرامًا، ومعظم الأطباء يبدئون بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ثم بعد ذلك إذا كانت هنالك حاجة لرفع الجرعة يمكن أن تُرفع إلى خمسين مليجرامًا ليلاً.

الشعور الآن بالفتور وأنك غير مستوعب، وشيء من الصداع وتكسير الجسم؛ أعتقد أنه عرض عابر -إن شاء الله تعالى- قد يكون سببه الاكتئاب، كما أن الآثار الجانبية البسيطة للأنفرانيل في الأيام الأولى ربما تكون قد زادتْ من هذه الأعراض، وقطعًا آثار الانفرانيل سوف تنتهي -أي آثاره السلبية- وسوف تجني آثاره الإيجابية -إن شاء الله تعالى- .

احرص - أخِي - على أن تمارس الرياضة؛ فسوف تُخلِّصك من هذه الأعراض التي تشتكي منها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً