الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج لنصحكم في كيفية التصرف أمام عدم عدل أمي؟

السؤال

السلام عليكم

لي 3 إخوة، أخي الأكبر تزوج منذ 3 أعوام، وأمي ساعدته بما لديها من مال، علما بأن هذا المال هو نظير نهاية إنهاءها لعملها بما يسمي بمكافأة نهاية الخدمة، أي أن هذا المال ليس حكرا لأخي فقط، إنما أعطته إياه أمي لمساعدته في زواجه، قالت له إن لك في هذا المال النصف فقط، رغم أن ذلك ضد الشرع على حد علمي، حينها أخذ أخي المبلغ كله وتزوج، ووعدها برد نصف المبلغ لها حين يتوفر معه، أو حين نتزوج أنا أو أختي.

الآن أختي مخطوبة، ولم يعطي أمي ما عليه من دين بحجة أنه ليس لديه الآن، وعلمت أمي بأنه سوف يشتري بيتا له، ومع ذلك لم يعط أمي مالها، وهي بحاجته، وهي كذلك لم تسأله لأنها تخشى من ردة فعله، لأنه قاس معها.

أشعر بظلم أمي لنا، أولاً: لإعطائها أخي كل المبلغ، ونسيانها أن لها ثلاثة غيره أنا وأختي، وأخ ما زال في مشواره الدراسي.

ثانياً: لأنها لا تعاملنا مثل أخي الأكبر، فهي تفضله علينا كثيرا في كل شيء.

انصحوني ماذا أفعل؟ واعذروا لغتي إن شابها بعض التقصير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shimoo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا المال هو مال أمك، وإن كانت تريد توزيعه على أولادها فلا بد من العدل، والعدل هو ما أمر الله به للذكر مثل حظ الأنثيين، فللذكور نصفه، وللإناث نصفه، يتقاسمونه بالسوية بمعنى أن أخاك سيكون نصيبه ربع المال الذي أخذه من أمه وليس نصفه، وبما أن أمك قد أعطته النصف، فأرى أن الواجب عليكم من باب البر بالوالدة وعدم تحميلها الإثم أن ترضوا بما قسمت أمكم، فالمال يتعوض، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

لا تحملوا في قلوبكم على أمكم شيئا، بل تناسوا الأمر، فالشيطان الرجيم يريد أن يوجد بينكم العداوة والبغضاء ويمزق شمل أسرتكم بهذا السبب، وعلى والدتكم أن تطلب من أخيكم رد المبلغ لأنه صار دينا في ذمته، وليكن الطلب بطريقة حكيمة، وتلمح له أنه بلغها أنه يريد أن يشتري سكنا، وهذا يدل على أن معه مال، وإن استطعتم أن تتكلموا معه نيابة عن أمكم بعد أخذ الإذن منها فافعلوا، واحرصوا على بقاء أسرتكم متماسكة، فذلك خير من نيل المال وتفكك الأسرة.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، وتوثيق الصلة به، فحافظوا على الفرائض، وأكثروا من النوافل، وتضرعوا بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يصلح الله أخاكم ويلهمه رشده، وأن يلم شملكم، ويرزقكم من فضله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً