الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل علاج الرهاب بالتنويم الإيحائي أم بالعلاج الدوائي؟

السؤال

أخبرني الطبيب المجاوب في استشارة سابقة بطريقة تحديد الأطباء جرعة الدواء، لكن دون أن يعطيني الجرعة المحددة، والجدول الزمني، بسبب أن سؤالي كان مبهما إلى حد ما، فكتبت الاستشارة بمزيد من الأعراض والمعلومات ليتم على أساسها تحديد الجرعة.

فأنا شاب عمري 22 سنة، أعاني من الرهاب منذ أن كنت في الـ 14 من عمري، أكره حضور المناسبات والأماكن المزدحمة, ولا أستطيع التحدث مع أحد من أفراد العائلة دون خوف غريب داخلي، وصعوبة إخراج الصوت من الحلق، وزيادة دقات القلب، وأشعر بالضغط على الرأس، والصدر، والتوتر، أي مشكلة في الثقة بالنفس.

أحيانا أستطيع التحدث مع الغرباء، ولكن يوجد ما يجعلني أتجنبهم إذا ما شعرت أن العلاقة تتطور، وأستطيع أن أتحدث بثقة مع الأسرة، وأصدقائي المقربين وهم 3 أشخاص، وأريد التخلص من الرهاب للأبد.

هل العلاج الدوائي دائم المفعول؟ وهل هو كاف وحده بدون علاج سلوكي؟ لا يوجد معالجون سلوكيون في منطقتي، ماذا عن العلاج بالتنويم الإيحائي؟ قرأت أنه يتم في جلسة أو جلستين حسب الحالة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: بدأ عندك الرهاب من سِنٍّ مبكرة، منذ الصغر وحتى الآن، وهل هو رهاب أم أصبح جزءًا من شخصيتك؟ فأحيانًا هناك سمات من الشخصية تتميز بالخجل الشديد وتجنب المواجهات، والفرق بينها وبين الرهاب أنها تمتدُّ من الطفولة وتكون جزءًا من سلوك الشخص، أما الرهاب فيبدأ من تاريخ مُحدد، قبلها يكون الشخص طبيعيًا، من تاريخ مُحدد يبدأ اضطراب الرهاب.

على أي حال: علاج الرهاب المثالي أو العلاج الأمثل للرهاب –وهذا ما أجمعتْ عليه كل الدراسات– هو الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج النفسي أفضل من العلاج الدوائي وحده، وأفضل من العلاج السلوكي لوحده، ويُقال إنَّه إذا تمَّ الجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي؛ فإنه عندما يتوقف الدواء بإذن الله يستمر التحسُّن عند الشخص، ولا تنتكس حالته مرة أخرى.

أما بخصوص عدم وجود معالجين سلوكيين فطبعًا هذه مشكلة عملية، ولكن الآن يمكن تخطِّيها بتصفُّح الشبكة العنكبوتية، فهناك الآن بعض المواقع على الإنترنت تُقدِّم علاجًا سلوكيًا، فحاول الدخول إلى هذه المواقع، وسوف تُعطى إرشادات معينة، وسوف يتم متابعتك عن طريق الشبكة العنكبوتية.

التنويم الإيحائي –يا أخي الكريم- ولو أنه يُمارس بدرجة ما، ولكنَّه ليس من العلاجات المعترف بها في الطب النفسي، وإن كان هناك بعض الأطباء النفسيين وبعض المعالجين النفسيين وآخرون يُمارسونه، وقد يُفيد في بعض الأشياء، عندنا في الطب النفسي العلاج الإيحائي قد يفيد في مرض الاضطراب التحوّلي، في الاضطراب التحوّلي قد يفيد التنويم الإيحائي، وقد يُفيد أيضًا في علاج التدخين، وبعض حالات الإدمان، ولكن لم أسمع ولم أطلع على أي دراسات تُفيد بأن العلاج بالتنويم الإيحائي يفيد في علاج الرهاب.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً