الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحونني بالإسراع في خطبة الفتاة التي أريدها رغم ظروفي؟

السؤال

السلام عليكم..

شكرا على كل هذه الجهود التي تبذلونها في خدمة هذا الدين، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.

لقد راسلتكم سابقا في الاستشارتين برقم: (2324279 - 2328267) في موضوع التقدم لخطبة فتاة مع عدم القدرة والاستعداد.

سيدي الفاضل: وكما أخبرتكم سالفا، فهذه الفتاة تعيش في وضع لا تحسد عليه، أكثر من واحد تقدم لخطبتها ولكنها رفضت من أجلي، راسلتني بعدها وأخبرتني أنها سئمت من هذا الوضع الذي هي فيه، ومن محاولة أهلها في كل مرة إرغامها على القبول، وقالت يجب أن تتقدم لي في أقرب وقت، لكني لا أستطيع ذلك؛ فأنا ما زلت لم أنهِ الخدمة العسكرية التي بقي لي منها 5 أشهر على إتمامها. كنّا أحيانا نسأل عن بعض وفقط بواسطة رسائل نصية, لكن قطعنا ذلك التواصل منذ مدّة امتثالا لأوامر ربنا.

انقطعت أخبارها عنّي, لا أعلم عن حالها شيئا، ولم أستطع حتى كتابة هذه الأسطر القيام بأي خطوة في ما يخص هذا الموضوع.

شيخي الفاضل: دلّني الى الصواب وأخبرني بما عليّ فعله في الوقت الحالي، فأنا في حال لا يعلم بها الّا الله، علما بأنّي أود الذهاب إلى أبيها وإخباره بنيتي، وأريد أن أشرح له وضعي على أن يصبروا علي الى أن ييسر الله أمري، فهل هذا التصرف صواب؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصرالدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أخي العزيز – وأشكر لك تواصلك مع الموقع, وحرصك على موافقة الشرع في أمر زواجك حيث قطعت التواصل المباشر مع الفتاة المذكورة, وهو دليل على حسن دينك وخلقك, وهو مظنّة توفيق الله لك بإذنه سبحانه.

- ما ذكرته –حفظك الله ووفقك– من فكرة التقدم لوالد الفتاة لخطبتها, فهو أمر حسن؛ إذ من المتعارف عليه تقديم الخطبة, بشرط أن يغلب على ظنك القدرة على دفع تكاليف الزواج وتحمل أعبائه المادية حسب المدة المتفق عليها بينكما, حيث وإن العجز عن ذلك من المظان -أي الاحتمالات القوية- في رد الخطبة, وتأخير زواج الفتاة أو تعطيله, وهو أمر لا يجوز بغير معرفتهم ورضاهم.

- كما ينبغي استشارة والديك وخطيبتك, حيث هي أعلم بردة فعل والديها في هذا الأمر, والاستعانة ببعض العقلاء من أهلك في خطبتها لضمان الموافقة والقبول من جهة والدها.

- واجتهد –وفقك الله– في تحصيل أسباب القبول بالجد والكد والاجتهاد والمثابرة في الكسب والعمل ؛ لما لا يخفاك من ضرورة توفر النفقة لوجوب الزواج (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) متفق عليه, والباءة هي القدرة المادية والبدنية, وقال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله).

- واجتهد –أخي العزيز– في الدعاء مستعيناً بالله متوكلاً عليه بصبر وإيمان وشكر وطاعة, (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين).

- أسأل الله لك التوفيق والسداد والعفّة والصبر والرشاد, وأن يفرج همك ويجمع شملك وزواجك على خير ويرزقكم سعادة الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً