الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الإنفلونزا التي لم تستجب للعلاج، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أصبت بالإنفلونزا منذ حوالي أربعة أشهر، شفيت منها بفضل الله بدون علاج ولكن بقي الالتهاب خفيفا بالحلق يزداد حدة مع الحديث أو علو الصوت، وبعد شهر ونصف زادت الأعراض إلى صداع، واحمرار العين، وورم الجفون، وظهور نتوء صغير جدا على الجفون يزال باليد، وتورم الغدد اللمفاوية خلف الأذن، وشحوب شديد في الوجه.

ذهبت لطبيب أنف وأذن أعطاني دواء حساسية وأنف تحسسي، تحسنت بحمد الله لمدة يومين ثم عادت الأعراض مرة أخرى، ذهبت إلى الصيدلي أعطاني مضاد حيوي كيورام، أخذت شريطين تحسنت بحمد الله وبعد الانتهاء عادت الأعراض مرة أخرى، زاد عليها ألم واحمرار البول، وألم وثقل في الكلى، ذهبت إلى طبيب استشاري حميات فقال التهاب فيروسي، وأعطاني مضادا حيويا حقنا على ثلاث أيام، ومسكن بروفين 600، تحسنت بمشيئة الله بنسبة كبيرة، ولكن الأعراض بدأت تعود بعد الانتهاء من العلاج ولكن زاد عليها الإسهال!

ذهبت إلى نفس الطبيب فقال هذا التهاب بكتيري وليس فيروسي، وأعطاني مضادا حيويا حقنة، وأقراصا، ومضادا لبكتريا الأمعاء، ومقويا للمناعة، ودواء لارتجاع المريء؛ لأني مصاب بقرحة الاثنى عشر منذ كان عمري 10 سنوات منذ حوالي 18 سنة، وعملت تحليل بول والنتائج سليمة والحمد الله ولكن قال لي الطبيب أنت عندك جيوب أنفية، وبعد الانتهاء من العلاج عادت الأعراض الآن كإسهال بعد الأكل، وآلام أو شكة في البلعوم عند الحديث خاصة، ولا أستطيع رفع صوتي كثيرا، مع ألم في الأذن، واحمرار في بياض العين، مع العلم أن هذه الأعراض تتركز في الجهة اليسرى، وألم وتورم الغدد اللمفاوية خلف الأذن، وصداع وتصلب الرقبة، وآلام متقطعة في الفك.

وأشعر عند السجود أو الركوع في الصلاة بضغط شديد في عظام الوجه، وأشعر بالنعاس والخمول والإرهاق، وشحوب في الوجه، وألم في القولون، وتزداد الأعراض حدة ليلا بعد التعرض إلى الشمس في النهار، مع العلم أن حالتي النفسية الآن ليست بالجيدة بسبب هذا الموضوع ومواضيع أخرى، وبعد البحث على الانترنت زاد قلقي كثيرا، وبدأت تراودني أحلام سيئة، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإن شاء الله يجعلكم سببا في مساعدتي بما من به عليكم من علم، وجزاكم الله كل الخير، الله يزيدكم علما وتقوى والحمد الله رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه من الخطأ الجسيم تناول المضادات الحيوية لعلاج الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة الناشيء عن نزلات البرد والالتهابات الفيروسية، والأفضل الصبر قليلا وتناول السوائل الدافئة والعصائر الطازجة وبعض المسكنات إذا لزم الأمر، وسوف يتم علاج أكثر من 70 % من حالات ارتفاع درجة الحرارة دون الحاجة إلى تناول المضادات الحيوية.

ومن الممكن في حال الشك في وجود التهاب بكتيري يتم عمل صورة دم CBC والتي يرتفع فيها كرات الدم البيضاء من النوم (نيتروفيلز)، وليس (ليمفوسيتس) التي ترتفع مع الالتهاب الفيروسي، وتورم الغدد الليمفاوية خلف الأذن مع عدم وجود التهاب في فروة الرأس أو الأذن أمر طبيعي ولا يحتاج إلى علاج؛ لأنه ليس وليد اللحظة ولكنه تراكمات لالتهاب متكرر منذ سنوات أدى إلى كبر حجم الغدد الليمفاوية والتي لا تعود إلى حجمها الأصلي بل تظل محسوسة، وتسمى non specific lymphadinitis وليس لها علاج.

وارتجاع المريء قد يؤدي إلى بحة في الصوت، وألم في الحلق نتيجة وجود أحماض المعدة في الحلق، ويزيد الارتجاع مع تناول التوابل الحارة والطعام خارج المنزل، وبالطبع مع التدخين إذا كنت مدخنا.

كذلك يعود إلى الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية أو H-Pylori، ويمكن تشخيصها بفحص البراز للبحث عن وجود H-Pylori antigen أو من خلال إجراء اختبار urea breath test، وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف لدى الأطباء، ويتم تناول الدواء لمدة 14 يوما ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد شهر للاطمئنان على القضاء على الجرثومة.

وللتخفيف من الارتجاع يمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة وبعيدة عن التوابل والمقليات، والتعود على تناول اللبن الرايب مع مطحون الأرز كلما شعرت بالحموضة أو الغثيان أو صعوبة البلع، مع ضرورة العشاء الخفيف ليلا قبل ميعاد النوم بفترة مناسبة كالزبادي، وفاكهة الموز الناضج، ولا مانع من تناول حبوب نيكسيوم 40 مج قبل الأكل على الريق صباحا لمدة شهر.

والصداع وألم الرقبة وألم الفك والشعور بالإرهاق والتعب ربما نتيجة وجود نقص شديد في فيتامين D وفي فيتامين B12، خصوصا مع المشاكل المزمنة في المعدة، وكذلك بسبب فقر الدم، ولذلك من المهم فحص فيتامين D وفيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وكثيرا ما نجد نقصا شديدا في فيتامين D، وهذا بدوره يؤدي إلى ألم في المفاصل والأربطة، وصداع، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل يؤدي إلى تحسن الحالة.

وفي حال تعذر الفحص يمكنك أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 16 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل: neurobion يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين أيضا، ولعلاج الألم يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام ثم عند اللزوم بعد ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً