الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جربت جميع الأدوية النفسية وما زالت معاناتي كما هي، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

أحبتي في الله جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه لنا.

هذه الاستشارة الثالثة لي تقريبا، أعيش في معاناة، وأحتسب الأجر والصبر لله، مشكلتي النفسية هي الاكتئاب والتوتر والوساوس المرضية، منذ عام تقريبا وأنا أعاني منها، وكلما آخذ دواء أحس بتحسن، ومع أول موقف أتوتر وأرجع كما كنت.

معاناتي الأكثر هي الخوف من الأمراض الخطيرة، لدرجة أنني تقريبا كل شهر أعمل فحوصات، وتكون سليمة، والمشكلة تأتيني أعراض التعب فعلا، ودائما أحس بسخونة ورعشة في جسمي، وأقيس درجة الحرارة وتكون طبيعية، وخمول وثقل في الرأس طول اليوم، ووجع في العظام، علما أنه كان عندي نقص بسيط في فيتامين د ورجع لطبيعته، ولكن الدكتور أعطاني كميات كبيرة من فيتامين ب 12 لدرجة أنه وصل 2000.

تناولت سبرالكس ولسترال ومودابكس تقريبا جميع أنواع الأدوية، أنفقت الكثير من الأموال على الأطباء والفحوصات، وما زالت المعاناة، دائم التفكير السلبي في كل شيء حتى ولو صغيرا، لا أعرف ماذا أفعل فقدت شعوري بالحياة، عندي أطفال لا أحس بطعم الفرحة بهم، خمول وتعب وكسل وكثرة نوم.

أرجوكم أفيدوني هل يوجد حل جذري لما أعانيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فعلاً ما تعاني منه هو اكتئاب نفسي، مع أعراض قلق وتوتر، والقلق والتوتر بالذات متمثلة في الخوف من الأمراض الخطيرة، وقد تكون هذه أيضًا ضمن أعراض الاكتئاب النفسي، وهو طبعًا اضطراب نفسي، والفحوصات دائمًا تكون سليمة؛ لأنه ليس هناك اضطراب عضويّ، هو اضطراب نفسي، وللأسف أنفقتَ أموالاً طائلة وطويلة في الفحوصات -كما ذكرتَ- لا فائدة منها، الاكتئاب النفسي والقلق النفسي لا يُشخَّصان بالفحوصات، بل يُشخَّصان بالتاريخ المرضي، ومن ثمَّ فحص الحالة العقلية، وأخذ العلاج، هذا من الناحية التشخيصية.

وأمَّا من الناحية العلاجية فطبعًا هناك -أخي الكريم- عدد غير محدود من مضادات الاكتئاب، وللأسف بعض المرضى يستجيبون لأدوية اكتئاب بعينها ولا يستجيبون لأدوية أخرى، وهذا يتأتَّى من خلال التجربة والصبر على متابعة الطبيب النفسي.

فعليك -أخي الكريم- بمتابعة طبيب نفسي واحد، وعدم التنقل والذهاب لعدة أطباء، وعدم إجراء فحوصات، مرضك مرض نفسي، وبالعلاج -إن شاء الله- يتحسَّن بإعطائك العلاج المناسب بالجرعة المناسبة.

وأيضًا تحتاج إلى علاج نفسي (علاج سلوكي معرفي) مهم، مع العلاج الدوائي، وبهذا يكون التحسُّن أقوى وأحسن، ولا تحصل انتكاسات عند التوقف من الأدوية. فاجعل ثقتك في الله قوية، واذهب إلى طبيب نفسي آخر، وواصل معه، وأنا على يقين بأنه سوف يقوم بإعطائك العلاج المناسب، ويجب أن تعرض عليه كل الأدوية التي أخذتها، بالجرعات المحددة والزمن والفترة المحددة، وسوف يقوم باختيار الدواء المناسب لك، كما سيقوم بتحويلك إلى مُعالِج نفسي لعمل علاج سلوكي معرفي.

هذا كل ما تحتاجه -أخي الكريم- لعلاج حالتك، -وإن شاء الله- حالتك لها علاج، وقد تعافى كثير من الناس عانوا من مثل الأعراض التي عانيتَ منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً