الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعب شديد ودوخة وعدم توازن، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد عانيت منذ ستة أشهر من دوار شديد، وكأن السقف سيسقط، فتوجهت لطبيب الأذن، وشخص الحالة على أنه التهاب بسيط في الأذن، وأعطاني دواء فخف الدوار، ولكن منذ ذلك الحين أصبحت أخاف الخروج خوفا أن يعود الدوار، وفعلا أصبحت أعاني من دوخة شديدة وخفقان في القلب، ذهبت للطبيب، وبعد الكشف قال بأنه توتر وفقر دم لأنني كنت أعاني منه ولم أستمر في الدواء، فأخذت دواء لتخفيف التوتر ومكملات من أجل فقر الدم، ولكنني بقيت متوترة طوال الوقت وقلقة، وكلما توترت ازدادت الدوخة، وأصبحت أعاني من نوبات هلع تتكرر منذ خمسة أشهر، وخوف شديد وتعب، وكأني أفقد طاقة جسمي.

عدت للطبيب، فقال إنها أعراض اكتئاب بسيط، وصف لي بعض المهدئات أساسا من النباتات حتى لا يتعود جسمي عليها، المهم خفت الأعراض قليلا، ولكن بما أنني أهملت التغذية المتوازنة عادت الدوخة والتعب وعند تفحصي للإنترنت وقعت على مقال بالصدفة يعرض علامات الموت ومن بينها التعب الشديد، ومن وقتها أصبحت أوسوس طوال الوقت، وأخاف من الموت، ونوبات هلع، مع أني أعلم أن الأعمار بيد الله، لكن ذلك الإحساس أقوى من أن أسيطر عليه.

منذ أسبوع قمت بتحليل الدم ووجدت نسبة الهيموجلوبين منخفضة، فوصف لي دواء مكملات الحديد ونظاما غذائيا، لكن بقي ذلك المقال في ذهني، حيث أني أشعر بخفقان وتعب عند القيام بأقل مجهود، وعدم توازن، واليوم تفحصت مجددا الإنترنت، وبالصدفة قرأت أن الإنسان الذي يتعرض للتوتر والضغوطات والغضب والمواجهات والقلق تقل عنده نسبة السيروتينين، وتعلو نسبة الأدرينالين في الجسم فيفقد الطاقة، ويتأثر قلبه، ويتسبب في موته (مع أني مقتنعة أن الأعمار بيد الله).

منذ قراءة المقال وأنا في حزن كبير، وبدأت ألوم نفسي؛ لأني مررت بحالة توتر واكتئاب وهذا التعب والدوخة الشديدة وعدم التوازن الذي أمر به الآن، يعني فقدت طاقتي وخفقان قلبي عند مثل ما فسره المقال أنا في حيرة وتأنيب ضمير وخوف وزاد الوسواس وخوف من توقف القلب وأنني سأفقد كل طاقتي ولن أستطيع الوقوف هل ما قاله المقال صحيح؟ وهل يمكن للشخص استرجاع طاقة جسمه وحيويته؟ هل يوجد اختبار لأعرف لدي طاقة في جسمي أم لا؟ وهل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد كما شخصه الطبيب من خلال معاينته للتحليل يعالج؟

أنا في حيرة وبكاء، وزاد توتري.

وشكرا جزيلا لمجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأمراض العصاب neurosis ومن بينها الهلع والتوتر والقلق والخوف المرضي والاكتئاب، هي أمراض يعاني منها بعض الناس نتيجة إلى اضطراب مستوى هرمون سيروتونين ومع ضبط مستوى ذلك الهرمون يتم الشفاء، ولا علاقة بين تلك الأمراض وبين توقف القلب أو الموت، هو فقط إحساس، وتغير المزاج، وتسارع نبض القلب والتوتر، ولكن لا تؤدي تلك الأمراض إلى توقف عضلة القلب أو الموت.

والعلاج متاح من خلال العلاج المعرفي والسلوكي عن طريق: معرفة طبيعة المرض، وكيفية التغلب عليه من خلال جلسات تحليلية مع الطبيب النفسي، ومن خلال تناول الأدوية التي تعيد ضبط مستوى الموصل العصبي سيروتونين، وهناك الكثير من تلك الأدوية، ويمكنك تناول إما بروزاك 20 مج لمدة شهر، ثم 40 مج لمدة 10 شهور ثم العودة إلى تناول 20 مج لمدة شهر ثم التوقف عن تناول الدواء.

وبديل لذلك حبوب cipralex 10 mg والتي تحسن الحالة النفسية والمزاجية حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور إلى عام كامل، ثم جرعة 10 مج مرة اخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، كذلك من فوائد ذلك الدواء تحسن حالة القولون، مع ضبط الحالة النفسية والمزاجية وفتح الشهية للطعام.

هذا من ناحية علاج الجانب النفسي أما الجانب العضوي، فيجب علاج فقر الدم، وعلاج نقص فيتامين ( D)، وعلاج نقص فيتامين ( B12 ) والتي تؤدي إلى آلام في الجسم وذلك من خلال أخذ حقنة فيتامين( D )، جرعة 600000 وحدة دولية ثم تناول كبسولات فيتامين ( D ) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ( ب المركب) المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب وتناول منتجات الألبان.

ولعلاج الألم في الجسم والعضلات والصداع:
يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام، مع تناول حبوب، أو كبسولات باسط للعضلات، مثل: muscadol أو myolgin، ثم عند اللزوم بعد ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً