الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من قلق وعدم ثقة بالنفس والخوف، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تركت الدراسة لفترة طويلة من زمان بما يقارب 8 سنوات منذ بداية الحرب في بلدي، بسبب الحرب والتهجير من مدينتي لمدينة أخرى، وبهذه السنين تغيرت حياتي كثيرا، ولكن بشكل أسوأ جداً من قبل، لم يعد لدي الثقة في نفسي بشيء، لا بعمل و لا بدراسة، وحتى في معاملتي مع أهلي وأصدقائي.

أرغب كثيرا أن أعود إلى حياتي وأمارسها بشكل طبيعي، وأن أستمر بدراستي، ولكن حاولت كثيرا ولم أستطيع، ماذا أفعل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك -أخي الكريم-، وكان الله في عونك، ومما يمكن أن نشير به عليك..

عليك أن تعلم أن الله تعالى قد يبتلي عباده ببعض الابتلاءات والمصائب، وما عليك إلا الصبر، والتضرع إلى الله تعالى بأن يصلح الله حالك.

ثم اعلم أن بعض ما يجري للإنسان من سوء في حاله، وعدم التوفيق في حياته، إنما مرد ذلك للبعد عن الله تعالى، والتقصير في الطاعات قال تعالى: "(ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [ طه اية 124] قال الإمام ابن كثير: قوله- تعالى-: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً أي: في الدنيا فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة"، ولهذا إذا كنت قد حصل منك شيء من ذلك، فعليك سرعة التوبة والإنابة إلى الله تعالى، وأكثر من الذكر وقراءة القرآن، والاستغفار، وأكثر من قول لاحول ولا قوة إلا بالله وأبشر بخير بإذن الله.

وأما مسألة الثقة بالنفس: ينبغي أن تعلم أنك ما زلت حيا ترزق وأنت مسلم، ولك رب رحيم بك، وما زال لديك الكثير من القدرات والفرص التي يمكن أن تعيد لك الثقة بنفسك، فحاول مرة أخرى، وثانية وثالثة، ولا ينبغي أن تخاف أو تقلق من توقع الفشل أو الشعور بالعجز، فكم من إنسان جرى له ما جرى لك ثم عاود الكرة، واستطاع تجاوز ما كان من عليه من خلل في حياته.

وأخيرا -أخي الكريم- لا ينبغي أن لا تجعل التشاؤم والقنوط يسيطران عليك، بل عليك أن تكون متفائلا، وابذل السبب في تغيير حالك إلى الأفضل، ثم توكل على الله، وأحسن الظن بالله.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً