الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في البلعوم وصداع وألم في الأذن لأكثر من شهرين

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ أكثر من شهرين من الأعراض التالية بالترتيب: خشونة في الصوت متقطعة، ثم آلام في الحنجرة، مع صداع شديد وألم في الأذن اليمنى، وطنين مستمر، وبلغم أبيض رغوي شفاف، وشعور بالانزعاج الشديد عند لمس الكنزة التي أرتديها لحنجرتي.

البداية كانت عندما تعرضت لبرد شديد، ولساعات طويلة في فصل الخريف هذا العام، علما أنني أعيش في السويد، ذهبت إلى الأطباء وأجروا تحليلا، وقالوا: لا يوجد لديك بكتيريا، وهذه الأعراض سوف تذهب مع الوقت، استعملت حبوب مضاد هيستامين، وقطرة أنفية بناء على وصفة الطبيب، وتحسنت قليلا، ثم عادت الأعراض والبلغم مرة أخرى، وخاصة عند تعرضي للروائح القوية والصابون.

علما أني أعاني من الحساسية منذ صغري، ولكن ليس بهذه الدرجة.

أنتظر الآن تحويلي لعمل منظار للحنجرة، ولكني خائف جدا أن تكون لدي حالة خطيرة -لا قدر الله- فكلما أقرأ عن أعراض السرطان أشعر أنها تنطبق علي، علما أنه لا يوجد لدي تورم أبدًا، وأمارس حياتي بشكل طبيعي -ولله الحمد- فأنا راضٍ، وأمارس لعبة كمال الأجسام منذ سنوات.

أرجو من حضراتكم الإفادة والنصيحة، وكيف أتخلص من هذا الخوف؟ على أنه في السويد من المستحيل صرف أي حبة دواء إلا بوصفة طبية، ومواعيد الفحص طويلة جدا وتمتد لشهور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المرجح جدا أن يكون السبب هو التهاب تحسسي في البلعوم، وربما في الأنف والجيوب الأنفية، حيث يكون مصدرا للبلغم، والذي يتم طرحه من الجيوب للأنف، ومن الأنف باتجاه الخلف نحو البلعوم، حيث يتراكم، وقد يسبب التخريش للبلعوم، فتزداد الأعراض بظهور الألم البلعومي، وتخريش الحنجرة المتقطع بحسب شدة الإفراز، وهذا يؤدي للبحة التي تعاني منها أحيانا.

في كل الأحوال: الأعراض مستمرة منذ أشهر، ولا تتحسن تماما على العلاج فلا بد من التنظير للأنف، والبلعوم بكامل أقسامه (أنفي, فموي, حنجري)، بالإضافة للحنجرة ومجاوراتها حتى نتمكن من الجزم تماما بالتشخيص، وحتى نصل للاطمئنان التام لهذا التشخيص.

عليك بمراجعة اختصاصي بأمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة لعمل هذا التنظير، وأما بالنسبة لتأخر المواعيد، فهذا أمر عليك مناقشته مع طبيبك من ضمن النظام الصحي عندكم في السويد، حيث من الممكن إعطاء الأولوية الطبية لبعض الحالات إن ارتأى الطبيب السرعة فيها, ولا أعلم إن كان هناك نظام لعيادات خاصة لديكم في السويد.

يمكن لك تجربة العلاج بمضادات التحسس الفموية (كلاريتين, سيتريزين, فيكسوفينادين)، بالإضافة لبخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية (فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت)، وكل ما ذكرت لا بد من الوصفة الطبية، والإشراف على استخدام الأدوية من الطبيب المختص.

في حال تحسنت الحالة مع الوقاية من التعرض للبرد، وعدم شرب البارد، وعدم تناول الأطعمة الحاوية على الفلفل والبهارات والمخللات، وكل ما هو مخرش للبلعوم (تدخين .. ), فيمكن لك التريث بما يخص التنظير سابق الذكر, وأما في حال عدم التحسن فلا بد منه؛ للتشخيص والعلاج.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً