الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في القدمين ووساوس تنتابني وتكدر حياتي، فهل من علاج غير دوائي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، عمري 28 سنة، طولي 189 سم، والوزن 110كيلو، أعاني من ألم بالقدمين وكأنه سيغمى علي، وأفكر بالموت.

الألم ليس قويا، وعندما أنشغل بشيء لا أشعر به، وأحيانا أستيقظ بسببه من نومي، وينتابني حينها خفقان بقلبي وكأنه سيتوقف وأموت، فأبدأ بتهدئة نفسي، وذكر الله، حتى أهدأ، وأصبحت أوسوس بأن يدي بها بعض الثقل، من كثرة القلق والتركيز على المنطقة.

أنا رجل مؤمن بالله سبحانه، ولكن أريد طريقة تخلصني من التفكير والوساوس التي بدأت تزعج حياتي اليومية، أريد حلا لها.

أعرف أن حالتي نفسية بحتة، لكن لا أريد العلاج بالأدوية، فقد كانت بداية القلق والتوتر من الموت عندما توفي والدي -رحمة الله عليه- قبل أربع سنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا تنتابني الوساوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي لديك يعرف بقلق المخاوف الوسواسي، وعلاجه يتمثل في العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي.

أنت ذكرت أنك لا تريد العلاج الدوائي، والذي يمثل 50% من الآليات المطلوبة للشفاء بإذن الله تعالى، إذاً لن أتحدث عن العلاج الدوائي بخلاف ما ذكرته لك.

العلاج النفسي: يتمثل في تحقير هذه الأفكار، وعدم الالتفات إليها، ويعرف أن الفكرة تبدأ بخاطرة ثم تتحول إلى فكرة ثم تتحول إلى صورة ذهنية كاملة، أنت أوقفها في بداياتها أي حين تكون خاطرة، قل لنفسك هذه فكرة حقيرة لن ألتفت لها أبداً، وأصرف انتباهك بأن تشغل نفسك في أمر آخر، أمر جميل، ذكريات قديمة، تذكرها من حياتك الطيبة، آمال نحو المستقبل، توقعات حسنة، تدبر وتأمل في آية من القرآن الكريم مثلاً، إذاً هذه هي الطرق العلاجية النفسية، وهذا يسمى بصرف الانتباه وفك الارتباط الشرطي، مهم جداً جداً، وهو يكون على هذه الكيفية.

أما العلاج الاجتماعي: فهو أن تشغل نفسك بما هو مفيد، أن تقوم بواجباتك الاجتماعية، تشارك الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم، أن تمارس رياضة جماعية، أن تبني شبكة ونسيجا اجتماعيا إيجابيا، هذا -يا أخي- يساعدك كثيراً، أن تمارس رياضة جماعية أن تشارك في حلقات القرآن، أن تصلي مع الجماعة، أن تكون شخصاً متواكباً في أسرتك، أن يكون لحياتك معنى، وأن تعبر عن ذاتك لأن الكتمان يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر.

ومن الناحية الإسلامية:
الصلاة في وقتها، الصلاة مع الجماعة، أذكار الصباح والمساء، تلاوة الورد القرآني اليومي، ولا بد أيضاً أن تطبق التمارين الاسترخائية، ارجع لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها 2136015 وسوف تجد فيها إرشادات أحسب أنها مفيدة، وعليك أن تطبقها، هذا هو الذي أراه.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً