الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع سلوكيات ابنتي الخاطئة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة وأرجو أن تساعدوني في حلها.

ابنتي في الصف الثالث المتوسط، وأعاني معها منذ عامين؛ لأنها ترافق صديقات غير مهذبات، وتم استدعائي أكثر من مرة إلى المدرسة بسبب سلوكيات غير أخلاقية مع صديقاتها، واكتشفت أكثر من مرة أنها تشاهد فيديوهات غير مؤدبة، وأيضا اكتشفتها تدخن أكثر من مرة، وأخلاقها في البيت سيئة وتكذب كثيرا، وقد أخبرت المدرسة وصديقاتها أنني وأبوها منفصلان، وهذا لم يحصل، وهي تطلب زيارة صديقاتها، ولكنني لم أعد أثق بها، ولا أوافق على زيارتهن.

وأنا -بفضل الله- كنت أهتم بتنشئتها الدينية منذ كانت صغيرة، وأحرص على اصطحابها وأخواتها الصغار إلى المسجد لحفظ القرآن الكريم، وأنا أصلي -بفضل الله- وأحفظ القرآن الكريم، وأحاول أن أكون قدوة حسنة، وعادة تعاملي معها كصديقة، ونتحدث مع بعض، ولكن عندما أكتشف أنها تقوم بشيء سيء أضربها، وتعدني بعدم العودة ثم تعود مرة أخرى.

ليس معها الآن جوال، ولكنني أعطيها جوالي بعد أن تقوم بشيء جيد، والدها كان قاسيا عليها في الصغر ولا يحتضنها كثيرا، وطلبت منه كثيرا أن يحتضنها كل يوم، ولكن لم يستجب بشكل دائم، وللعلم هي ذكية ومتفوقة في المدرسة، وتساعدني في المنزل، لا أعلم لماذا تتصرف هكذا، ولم أعد أعرف كيف أتصرف معها؟

أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أريج حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر ابنتك، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايتها وصلاحها، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن ابنتنا تمر بمرحلة عمرية غاية في الأهمية، ونتمنى أن تقتربي منها أكثر، وأن تحاوريها وتشاوريها وتقنعيها وتصادقيها، وقد أحسنت إليها في الصغر، وسوف تعود إلى قواعدها سالمة بحول الله وقوته، وحتى يحصل ذلك ننصحك بما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله، والتضرع إليه.

2- مطالبة والدها بالاهتمام بها.

3- تجنب إعلان العجز عن السيطرة عليها.

4- إبعادها عن صديقات السوء.

5- متابعة ما تشاهده، وكل ما تتأثر به وفيه من مواقف وأماكن.

6- التركيز على إيجابياتها والاحتفاء بنجاحاتها.

7- تبصيرها بعواقب الأمور ونهاياتها.

8- حسن التنسيق والمتابعة مع إدارة المدرسة، والاستمرار في التواصل مع موقعكم.

9- عدم الاستعجال في رد الجوال إليها.

10- تنمية روح المراقبة لله في نفسها.

11- دعوتها للاهتمام بالصلاة، ومشاركتها في السجود لله، وفي تلاوة القرآن.

12- شكرها على ما تقوم به من مجهودات في مساعدتك في المنزل، واستثمار ذلك في مزيد من القرب منها.

13- الاتفاق معها على معالم مستقبلها العلمي والعملي والأسري.

14- تشجيعها على التواصل مع الموقع، ومشاركتك في الكتابة حتى تستمع للتوجيهات بنفسها.

15- تحسين صورتها عن نفسها، وتحسين صورتها عند معلماتها، وذلك بمطالبتها بالاعتذار عن كل ما حصل منها، ثم تبدأ صفحة جديدة.

16- وضع خطة موحدة للتعامل معها مع والدها، ومع أسرة المدرسة.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً