الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل الفحوصات سليمة لكني أشعر بالقلق والخوف والوساوس.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيك أستاذنا الفاضل على جوابك السابق، ولكني أردت أن أوضح لك كل المشاكل لعلها تكون بعد الله سببا لعلاجها.

(سامحني على الإطالة ) أولا كنت أقرأ كتبا عن الموت، ثم خفت واعتقدت أني أموت، وأصبت بوسواس الموت، ثم انتقل إلى وسواس المرض، والمشكلة أني أدرس الطب، وكل ما أقرأ عن مرض أظنه عليّ وأتوتر وأقلق وأخاف أيضا، وفي سنة أولى ذهبت لمعظم الدكاترة من أجل التأكد من سلامة الفحص، أبلغوني أني سليم، ثم من بعد فترة القلق أو الهلع هذه أصبحت تأتيني أعراض نفسية جسدية (هذا ما قيل من دكاترة المخ والأعصاب )؛ لأن كل الفحوصات سليمة مثل التنميل وغيره.

الآن لم يعد، ولكن هناك أشياء استمرت معي مثل: الرعشة والوسواس الذي أخافني أني مصاب بكل الأمراض، ولكن فترة وتذهب، ولكن هذا التخوف بالأخص يأتيني عند المذاكرة في الطب، ثم مشكلة شعوري بأن رجلي وأنا أمشي بها بإحساس غريب كأن الأرض ليست صلبة والإحساس هذا طوال الوقت romberg sign طبعا أراقبها كل فترة، والمشكلة أني لا أريد أن أذهب لطبيب نفسي خوفا من الأدوية وتأثيرها فيما بعد، أو تأثيرها على المذاكرة، أو أنها قد لا تعالج.

ساعدني، جزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: من الأشياء التي دائماً تحدث في كليات الطب أن الطالب عندما يبدأ يدرس الأمراض يتخيل أن معظم هذه الأمراض هو مصاب بها، وتكون هذه لفترة مؤقتة، وسرعان ما ينسى هذه الأشياء وينخرط في دراسته، وبعد ذلك لا تؤثر فيه هذه الأشياء، وبالذات إذا كان الطالب من الشخصيات القلقة أو مر بتجربة قلق أو خوف فإنه يكون أكثر عرضه لحدوث هذه الأشياء.

ولكن أيضاً بعد فترة يا أخي الكريم ينسى هذه الأشياء وينخرط في الدراسة، ويعيش حياته طبيعية مثله مثل الطلبة الآخرين، ولكن إذا استمرت هذه وأثرت في مذاكرته بالذات فهنا قد تحتاج إلى التدخل، وليس بالضروري يا أخي الكريم أن التدخل يكون دوائيا، قد يكون التدخل نفسيا، وهذا ما تحتاجه، وبالذات أنك طالب في كلية الطب، فإنك ستكون أكثر استفادة من العلاجات النفسية.

تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي يا أخي الكريم يتكون من عدة جلسات ليساعدك في كيفية التعامل مع هذا الخوف وهذا التأثر، ويجب عليك أن تتواصل مع معالج نفسي كفؤ وذو دراية بالعلاج السلوكي المعرفي لكي تتلقى منه هذا النوع من العلاج من خلال جلسات قد تصل إلى 10 أو 15 جلسة. ساعة في الأسبوع يعطيك فيها مهارات لكيفية التعامل مع هذه الأشياء ثم يراجع معك أسبوعياً أين أخفقت وأين نجحت إلى أن تتخلص من هذه الأشياء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً