الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني نوبات هلع بين فترة وأخرى.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

منذ 10 أعوام كنت مع أصدقائي، وذهبنا إلى بيت أحدهم، وكانوا هناك يقيسون الضغط، فأجبروني على قياس الضغط، وكان عمري حينها 25، فخفت، وأبلغوني أن ضغطي 200/100، ثم ذهبت للبيت، ونبضي سريع جدا، وصرت أذهب للحمام من الخوف، ولم أستطع النوم، وأخذوني إلى المستشفى، وكان ضغطي طبيعيا.

منذ ذلك الحين تأتيني بين فترة وأخرى نوبات هلع خصوصا عند النوم, وللتخلص منها أذهب للحمام ويكون نبضي سريعا، وأحتاج وقتا للتخلص منها، وفي بعض الأحيان تصيبني هذه النوبات عندما أكون مريضا أو معي صداع بسيط، فأخاف، وأصبح أتخيل أنني سوف أمرض بعد قليل، ويأخذوني للمستشفى، ويحدث لي ما لا يحمد عقباه.

طبعا أنا عمري الآن 41 سنة، آخر مرة أصابتني قبل شهر، وطبعا أحيانا تغيب لمدة سنة، ولا تعود، طبعا عندما أرى جهاز الضغط نبضي يزيد بشكل كبير، أخاف قياس الضغط، مع أنه للعلم قبل سنوات عملت عملية، وكانوا يقيسون الضغط صباحا ومساء، وكان طبيعيا، إلا أنني أظل أخاف، لا أعلم هل أنا بحاجة للعلاج أم لا؟

وهذه النوبات تتعبني كثيرا في بعض الأحيان، ونوعا ما أشعر بأن لدي قلقا، بمعنى لو عندي سفر بعد شهرين أبدأ أقلق من اليوم وهكذا، طولي 180 وزني 85، عمري الآن 41 سنة.

مع الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nasiro حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
لا شك - أخي الكريم - أنك تعاني من شيء من قلق المخاوف، وهو من درجة بسيطة إلى متوسطة، وهو قلق مكتسب ومتعلَّم، وأنت - كما تفضلت - حين كان عمرك خمسة وعشرين عامًا حين قام أصدقاؤك معك بقياس الضغط وقالوا لك إنه مرتفع، هذا بالفعل أمر مخيف.

وشيء لابد أن أنبهك إليه: معظم موازين الضغط التي تُستعمل عن طريق عامة الناس قد لا تكون دقيقة، وأنت تتكلّم قبل 16 عامًا، في ذاك الوقت لم تكن هناك حقيقة هذه الموازين الحديثة المتوفرة.

عمومًا: الحادثة مهمّة من الناحية النفسية، لكنها ليست من الناحية الشكلية أو العملية، الذي يظهر لي أن لديك أصلاً قابلية للمخاوف وللوسوسة، وهذا - أخي الكريم - ليس مرضًا، هذه مجرد ظاهرة.

الآن أستطيع أن أقول لك إن قلق المخاوف من الدرجة البسيطة هو الذي يُسيطر عليك، فأرجو أن تتجاهله، أنت بخير، وحاول - أخي الكريم - أن تمارس الرياضة، رياضة المشي تُساعد كثيرًا، وأيضًا طبِّق تمارين استرخائية، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطلع عليها بدقة وتركيز، وتُطبِّق التمارين التي ذكرناها، مفيدة جدًّا.

أريدك أيضًا - أخي الكريم - أن تتجنب النوم بالنهار، وتعتمد فقط على النوم بالليل مبكّرًا، وتجنب تناول الشاي والقهوة في فترة المساء، لأن الكافيين أحد المثيرات التي قد تُضعف النوم، وفي ذات الوقت قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب والإصابة بنوبات الهرع أو الهلع التي تحدث لك قبل النوم كما ذكرتَ وتفضَّلتَ.

على المستوى الفكري والمعرفي أريدك أن تكون إيجابيًا في التفكير، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تحرص على صلواتك في وقتك، وألَّا تُقصِّر في الواجبات الاجتماعية، التقصير في الواجب الاجتماعي يُشعر الشخص الذي لديه ضمير بشيء من الذنب، الشعور بالذنب يؤدي إلى القلق، يؤدي إلى التوتر، يؤدي إلى الخوف، يؤدي إلى افتقاد الدافعية النفسية الإيجابية.

وقطعًا - أخي - مَن هو في عمرك يجب أن يقوم بفحص دوري، اذهب إلى طبيب الأسرة أو طبيب الباطنية مرة واحدة كل ستة أشهر، هذا يجعلك تطمئن تمامًا وتتوقف تمامًا من الوسوسة والرغبة في التردد على الأطباء.

سيكون - أخي - من الجميل أن تتناول أحد مضادات قلق المخاوف، هنالك أدوية بسيطة وسليمة وفاعلة، عقار مثل (زولفت) والذي يُسمى علميًا (سيرترالين) بجرعة بسيطة سيكون مفيدًا جدًّا لك، وتتناول معه أيضًا عقار (دوجماتيل) بجرعة صغيرة.

جرعة الزولفت هي: أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة -أي خمسين مليجرامًا- ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الزولفت.

أمَّا الدوجماتيل -ويسمى علميًا سلبرايد- فجرعته هي: خمسون مليجرامًا (كسبولة واحدة) صباحًا لمدة شهرين.

هذه - أخي الكريم - أدوية بسيطة، إن شئت يمكنك أن تتناولها، وإن شئت أيضًا يمكنك أن تستشير طبيبك حول ما ذكرته لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً