الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب اضطراب الثقة عندي؟

السؤال

السلام عليكم
شكرا على هذه الصفحة ربنا يبارك لكم فيها.

أحيانا أشعر بعدم الثقة بنفسي، ولا أركز نهائيا، وألاحظ زغللة بعيني، وأحيانا أكون واثقا بنفسي ومركزا، فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فموضوع عدم الثقة في النفس واهتزازها سببه الأساسي هو عدم تقدير الذات، بعض الناس لا يُقدِّرون ذواتهم بصورة صحيحة، يعني: لا يفي نفسه حقها.

واهتزاز الثقة في النفس أيضًا قد يكون سببه التقصير في الواجبات الاجتماعية، وعدم الثقة في النفس أيضًا من أسبابه التقصير في العبادات، الإنسان الذي لا يؤدي صلاته في وقتها - على سبيل المثال - لا تجده يثق في نفسه كثيرًا، وعدم القيام بالواجبات الاجتماعية على أسس سليمة وصحيحة من أكبر الأسباب.

فيا أخي الكريم: الذي أرجوه منك هو أن تُصحح مفاهيمك عن نفسك، ولا تظلم ذاتك بأن تُقلِّل من قيمتك، أنت لا ينقصك شيء أبدًا، مثلك مثل الآخرين، هذا يجب أن تفكّر فيه.

ونصيحة أخرى هي: أن تتخذ صداقات من الصالحين من الشباب ومن الفاعلين من الناس، الإنسان - أخي الكريم - يتعلم من خليله، يتعلم من صديقه، (فلينظر أحدكم إلى من يُخالل)، لا بد أن تكون خياراتنا وتخيراتنا لأصدقائنا من أفضل الناس.

أن تطور نفسك في عملك، من خلال زيادة الاطلاع، أن تكون مواظبًا على العمل، أن تحب عملك، هذا يُحسِّن ثقتك في نفسك، أن تكون صلاتك دائمًا مع الجماعة، هذا يُحسِّن من ثقتك في نفسك، أن تكون لك طموحات وآمال مستقبلية، وتضع الخطط التي تُوصلك إلى أهدافك، هذا يُقوّي من ثقتك في نفسك.

أن تكون دائمًا في أوائل الصفوف فيما يتعلّق بالاستجابة للدعوات، حضور مناسبات الأعراس، تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، صلة الأرحام وزيارتهم، بر الوالدين وتفقدهما دائمًا، هذا كله يزيد الثقة في النفس.

أرجو - أيها الفاضل الكريم - أن تتنبَّه لهذه المبادئ الأساسية التي ذكرتها لك، وتتبعها، وتجعل نمط حياتك على هذا الأساس.

أريدك أيضًا أن تمارس رياضة؛ لأن الرياضة تعطي الإنسان شعورًا نفسيًّا إيجابيًّا جدًّا ممَّا يُحسِّن من ثقتك في نفسك.

أما زغللة العينين وعدم التركيز أو ما شابه ذلك: هذا كله ناتج من قلق بسيط، والقلق سببه عدم ثقتك في نفسك، ومرة أخرى أقول لك: طَبِّق المعايير الإرشادية التي ذكرتها لك، واجعلها نمطًا لحياتك، وأسأل الله تعالى أن يوفقك.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً