الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار سلبية أثرت على حياتي

السؤال

السلام عليكم
أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، أحب أولاً أن أشكركم على جهودكم، وأتمنى أن تعطوني حلولاً قوية وفعالة لمشاكلي التي سأذكرها لكن دون تدخل للأطباء والأدوية، وأعدكم أني سأبذل جهدي لتطبيق ما تملونه علي.

المشكلة الأولى: معاناتي من الرهاب الاجتماعي المتوسط، فأنا تمر بي فترات يشتد علي هذا المرض، وفترات أخرى أكون بحالة أفضل، فمثلاً كنت في السابق أمزح مع أصحابي بكل ثقة، أما الآن فأصبحت أخاف! حتى إني أصلي أحياناً في البيت بسبب الأفكار السلبية المخفية التي تنتابني.

المشكلة الثانية: معاناتي من الوسواس القهري، فأنا ملزم بأفعال متكررة وبرنامج أقوم به، ويأخذ نحو ست ساعات من وقتي، مما جعلني مرهقاً وحزيناً، أستيقظ صباحاً فأبدأ بحلق شواربي، وعند الانتهاء لا أقتنع أنني حلقتهم فأعيد وأعيد حتى أجرح شفتي، وتسيل الدماء، وعند الاستحمام أفرك رأسي بشدة حتى أؤذي نفسي، وعند ترتيبي لغرفتي يجب علي تفقد كل صغيرة وكبيرة يومياً، مما جعلني مرهقاً تماماً، فأنا لا أرتاح إلا إذا قمت بهذه الأفعال.

مثال آخر: إذا اتسخت شاشة الهاتف قليلاً أبدأ بتنظيفها، حتى إنني نزعت الهاتف مرة عندما سكبت الماء على الهاتف كي أنظفه.

المشكلة الثالثة: الحزن بسبب هذين المرضين، فأنا أبكي كثيراً؛ لأنني أعاني ولا أجد معيناً لي حتى إنني أصبحت أقوم بالأشياء دون روح، حتى صلاتي أؤديها لأنها واجبة.

كنت سابقاً أستمتع بالصلاة والطاعات، أما الآن فأبقى خائفاً وحزيناً.

عذراً للإطالة أتمنى أن أجد الحل، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، قلق المخاوف ربما يصحبه الوسواس، وأنت كما تفضلت وذكرت أنه لديك شيء من الرهاب الاجتماعي، وهو نوع من الخوف المكتسب.

لديك أيضاً أنماط وسواسية كما تفضلت، عناصر العلاج أربعة،
أولاً: العلاج الدوائي.
ثانياً: العلاج النفسي.
ثالثاً: العلاج الاجتماعي.
رابعاً: العلاج الإسلامي.
وأفضل النتائج تتأتى من خلال أخذ العناصر الأربعة مع بعضها البعض وتطبيقها.

إن ذهبت إلى طبيب نفسي قطعاً هذا سوف يكون أفضل، أما من ناحيتنا فنحن نهتم بالجودة، والجودة مهمة جداً/ وكل ما نحاول أن نعطيه من معلومات أيضاً نحرص أن يكون قائماً على الدليل العلمي.

أيها الفاضل الكريم، الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري يحتاج لأدوية وأنت تحتاج لدواء واحد وعقار زيروكسات أو عقار زوالفت والذي يسمى سيرترالين هي الأفضل لعلاج حالتك.

العنصر الثاني وهو العلاج النفسي أولاً: يجب أن تتفهم هذه الأعراض بصورة أدق وتقتنع بسخفها ثم تقاومها وتحقرها ولا تتبعها، مثال بسيط جداً لعلاج الوسواس مثلاً اجزم مع نفسك وكن حاسماً في أن لا ترتب فراشك لمدة ثلاثة أيام متتالية هذا أمر مزعج جداً للوسواس سوف تجد أن الوسواس يدفعك دفعاً لتقوم بترتيب الفراش، لكن بهدف العلاج قاوم ذلك سوف تجد بعد ذلك أن الأمر في غاية اليسر وهكذا، حدد كلي مكونات الوسواس وقاومها وحقرها وعرض نفسك لها مع منع الاستجابات السالبة بالكيفية التي ذكرتها لك، وأيضاً طبق بعض التمارين الاسترخائية حسب ما أوردناه في استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015) وكن إيجابياً في تفكيرك وأفعالك ومشاعرك، هذا هو العلاج السلوكي وليس أكثر من ذلك.

العلاج الاجتماعي في حالتك أيضاً مهم جداً، ويتمثل في الإصرار والالتزام القاطع بالقيام بالواجبات الاجتماعية والواجبات الاجتماعية معروفة جداً، أن تلبي الدعوات، الأفراح على وجه الخصوص، أن تشارك الناس في محنهم وفي آلامهم وما يحدث لهم من أحداث حياتية غير مواتية، أن تمشي في الجنائز، أن تقدم واجبات العزاء هذا إن شاء الله تعالى يعطيك خيري الدنيا والآخرة، أن تزور مريضاً، أن تنضم لأي عمل خيري أو اجتماعي أو ثقافي، أن تذهب مراكز تحفيظ القرآن هذا علاج اجتماعي وديني أيضاً.

كذلك أن تمارس رياضة جماعية هذا علاج اجتماعي ونفسي، هذه الأسس العلاجية.

أما من الناحية الإسلامية فالصلاة مع الجماعة تعتبر علاجاً ناجعاً للقلق والخوف والرهاب الاجتماعي، وكذلك الوسوسة فاحرص عليها.

أكثر من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، واحرص على أذكار النوم، وأذكار الصباح والمساء، تبعث فيك إن شاء الله طمأنينة كبيرة جداً، بر الوالدين نعتبره أيضاً من الأشياء التي تدعم العلاج النفسي بصورة ممتازة جداً، تطوير نفسك، وأن تكون دائماً مع الصالحين من الناس هذا أيضاً علاج مطلوب، هذا هو الذي أود أن أقوله لك وأمامك العناصر العلاجية الأربعة إن أخذت بها جميعاً قطعاً سوف تشفى إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً