الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وصار يؤرقني، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم
في البداية أحب أن أشكر القائمين على الموقع لمجهودهم العظيم، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا طالب في كلية الطب البشري، وبعمر 21 عاماً، وللأسف مدخن ولكن لا أعاني من أي أمراض عضوية.

كما أني اجتماعي ومجتهد، ولكن مشكلتي أني أعاني من وسواس قهري أو هكذا أظن، وفي البدايات لم يكن الوسواس مقتصراً على فكرة معينة، وإنما في بعض الأمور البسيطة مثل غلق الأبواب وهكذا، ولم يكن يضايقني، وكان الأمر بسيطاً، ولكن منذ شهر سيطرت علي فكرة أني سأصاب بالجنون أو أني مصاب بمرض الفصام أو الذهان.

تمحورت الوساوس حول هذه المواضيع أنساها في بعض الأحيان وأكون طبيعياً جداً، والجميع من حولي يصفني بأني أكبر من سني في التفكير، والكثير من زملائي يسشتيرونني في أمورهم.

هذا الوسواس صار يؤرقني، بحثت في الانترنت ولم أجد أعراضه تنطبق علي، ولكن جاء وسواس آخر، وهو أنه ماذا لو كان هذا العالم من صنع عقلي أي أن الحياة غير واقعية رغم إدراكي أن الفكرة سخيفة ولا أستطيع طردها.

أمارس حياتي بشكل طبيعي قدر الإمكان ولكن أحس بضيق قليلاً، وأن هذه الوساوس سوف تأتيني وما زلت أمارس الرياضة وهواياتي وعلاقاتي الاجتماعية بشكل جيد، ولكن ليس مثل السابق، ولكن أضغط على نفسي، ولن أستسلم أبداً لهذا الوسواس.

معذرة فقد أطلت عليكم، ولكن أريد أن أعرف هل هذا وسواس أم أني مريض فعلاً، رغم أني سألت أمي وهي طبيبة، وأخي الأكبر مني وهو طبيب أيضاً، وقالا لي: إني لا أعاني من أي هلاوس، وإني طبيعي جداً، ولكني مع ذلك أشك أني مصاب بمرض أو أني سأجن هذا إن لم أكن مجنوناً بالفعل!

ملحوظة: أنا أحقر الوساوس وأطردها وأتجاهلها، ولكن الذي يجبرني على مناقشة هذه الوساوس هو احتمالية كوني مريضاً بالفعل، وأن هذا ليس مجرد وسواس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، شرحك ممتاز وواف جداً، وهو يعكس أنك بالفعل مصاب بوساوس قهرية، وساوس التفكير، والحمد لله ليس لك أنماط وسواسية أخرى كالطقوس أو الأفعال.

الوسواس يستدرج الإنسان ويسترسل معه ويستحوذ عليه من خلال الحوارات الداخلية، مثل النوع الذي تعاني منه، ووسواسك تحول إلى مخاوف وسواسية من الجنون والمرض وخلافه.

أخي الكريم، هذا وسواس قهري، ويجب أن تذهب إلى طبيب نفسي وتتعالج.

أنت محتاج لأحد الأدوية المضادة للوساوس، عقار مثل فلوكستين سيكون مفيد وجيد جداً بالنسبة لك، وربما تحتاج أن تدعمه بجرعة صغيرة من الرزبيريادون، مجاهداتك في طرد الوساوس وتحقيرها وصرف الانتباه عنها والانخراط في أنشطتك الاجتماعية والدراسية هذا أمر جيد.

احرص على الصلوات في وقتها، وأذكار الصباح والمساء تساعد كثيراً في طرد الوساوس، فاحرص على كل هذا، مارس الرياضة بكثافة، أحسن إدارة وقتك ويجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس كما ذكرت لك، فالوساوس الفكرية تستجيب بصورة رائعة جداً للأدوية التي تمنع استرجاع السيرتونن انتقائياً، وهي سليمة بفضل الله تعالى.

أيها الفاضل الكريم لا بد أن تتوقف عن التدخين، التدخين أضراره كثيرة وأنت مدرك لذلك، كما أنه لا يناسب الطبيب أبداً، وهو بالفعل يمثل وصمة اجتماعية كبيرة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً