الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفاتي تتغير عند لبس النظارة، فهل ما أشعر به مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة في ارتداء النظارة، كلما ارتديتها أشعر أنني شخص آخر، وأتصرف بتصرف مختلف.

علماً بأني لا ألبسها إلا عندما أحضر المحاضرات، وعندما يكتب الدكتور على السبورة، وذلك لرؤية الكلام، ولكن عندما دخلت الجيش الإجباري في مصر بدأت أستخدمها كثيرا وأنا لا أحبها، فهل ما أشعر به هو وهم، أم لأنني لست معتادا عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الظاهرة -أيها الفاضل الكريم- هي نوع من الوساوس القهرية، فكرة نمت لديك وأصبحت تلازمك متى ما قمت بارتداء النظارة، هذا النوع من الوساوس موجود، وقطعاً المشاعر التي تنتابك وهو أنك شخص آخر ليست مشاعر صحيحة، أنت هو أنت نفسك وأنا أؤكد لك ذلك.

لتعالج هذه الحالة أريدك أن تكثر من لبس النظارة هذا نسميه التعريض، وفي ذات الوقت تحقر فكرة أنك شخص آخر بل تقل لنفسك كيف تغيرني النظارة أنا نفسي أنا، وعليه عرِّض نفسك للتكرار إلى أن تختفي هذه الظاهرة، وكما ذكرت لك هي نوع من أنواع الوساوس القهرية، ونادراً ما نرى مثل هذه الحالات لكنها موجودة.

تجاهل الفكر أيضاً فهو نوع من العلاج المهم، وصرف الانتباه بأن تنتبه لشيء آخر حين تنتابك هذه الفكرة، تفكر في شيء آخر شيء جميل في حياتك، تقرأ آية من القرآن، تأخذ نفسا عميقا كل هذه أنواع من الحيل السلوكية التي تصرف الانتباه عن هذا النوع من الوسواس.

العلاجات إذاً ثلاثة: صرف الانتباه، إدخال فكرة منطقية تحارب الوساوس مع تحقيره في ذات الوقت، وأن تلبس النظارة أكثر وذلك بهدف العلاج.

أنت لست متوهما هذه ليست أوهاما؛ لأن الوسواس هو فكرة خاطئة تفرض نفسها على الإنسان، يحاول أن يتخلص منها لكنه يجد صعوبة في ذلك.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، كن نشطاً في جوانب الحياة الأخرى، إن كنت تدرس فأرجو أن تكون من المتميزين، وإن كنت تعمل فأرجو أن تكون من أصحاب المهارة، وعليك بالتواصل الاجتماعي، أحرص على أمور دينك وخاصة الصلاة في وقتها في المسجد، وبر الوالدين، علم نفسك الانتظام على الورد القرآني اليومي، وعليك بالأذكار.

أرجو أن تكثر من الاطلاع؛ لأن العلم نور، والعلم يطور شخصية الإنسان وليس من الضروري أن يكون العلم علماً أكاديمياً في جامعة أو مدرسة، الإنسان يمكن أن يتحصل على الكثير من المعارف والمعلومات بطرق شتى في هذا الزمان.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً