الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بالهوس الاكتئابي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أكرمكم الله إخواننا على مساعدتكم الدائمة لنا، وجزاكم الله كل خير.
أعاني من أعراض هي:
- تقلب في المزاج؛ بحيث أكون سعيدا ومتفائلا أحيانا, وأحيانا أصاب بالاكتئاب والحزن.
- هذه التقلبات تأتني بعض أيام الأسبوع مثلا الثلاثاء والجمعة، أصاب بالاكتئاب دون سبب، ولا أستطيع التحكم في نفسيتي.
- في حالات الاكتئاب يؤلمني رأسي قليلا ولا أستطيع النوم كأنني مصاب بالأرق أو ما شابهه.
- لا أعرف كيف أتحاور مع الناس، ولا أستطيع التواصل بالعينين معهم.
- أحب أن أبقى وحيدا حينما أكون مكتئبا.
- أفكر في الانتحار في بعض الأحيان، ولكن أقاوم نفسي، وأقول لها أني سأموت يوما ما وأرتاح من هذا العذاب فالأفضل أن أموت بيد الله - ولكن ترجع لي فكرة الانتحار مرة أخرى.
- لا أستطيع التعبير جيدا.
- أظن أني مصاب بالسحر (هذا لأن أخي وأمي مريضان -لكن أخي مريض كثيرا).
- يأتيني بعض المرات وسواس ورهاب اجتماعي.
- بعض المرات أصاب بالخوف وألم في صدري.

هذه أغلب الأعراض، فبعض الأعراض أنساها، وبعضها لا أعرف كيف أعبر عنها، جرب بعض الأدوية لكن لم تنفعني منها- ايستالوبرام – اولانزابين – فلوكستين، هل أنا مصاب بالهوس الاكتئابي؟

شكرا لكم وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أرى أن أعراضك تنطبق على الهوس الاكتئابي، إنما لديك قلق اكتئابي متقطع، والفكر التشاؤمي هو الذي يُثير مثل هذه الأعراض، وربما يكون أصلاً لديك القابلية والاستعداد لها.

موضوع السحر: السحر موجود – أيها الفاضل الكريم – لكن يجب ألَّا تجعلها تُهيمن عليك، استعذ بالله من كل شر، وحافظ على صلواتك، والدعاء والأذكار وتلاوة القرآن، وإن شاء الله تعالى لن يصيبك إلَّا ما كتب الله، وعلى الله يتوكل المتوكلون، وعليك بالرقية الشرعية، وهذا من التوكل، وهذا يكفي تمامًا.

أعراضك أراها أعراضا طبيّة، وليست أعراضا انسحابية.

بالنسبة للأدوية النفسية: قطعًا هي عنصر جيد ويُساعد الإنسان، لكن قبل الدواء يجب أن يتغيّر الفكر. الفكر المعرفي يجب ألَّا يكون تشاؤميًا، وما تسيطر عليك من أفكار سلبية لابد أن تسعى وتستبدلها بفكر إيجابي. عليك بالرياضة، أنت صغير في السن، والرياضة مفيدة جدًّا. تنظيم الوقت، الدراسة، المثابرة، وأن تكون حسن التوقُّع، وأن تكون متفائلاً، عليك بالصدقات الإيجابية والجيدة، كن بارًّا بوالديك... هذه كلها أمور مهمَّة في الحياة، وبناء النسيج الاجتماعي الإيجابي أيضًا يُساعد الناس بأن يرتقوا بصحتهم النفسية.

هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج مثل حالتك. أعراضك واضحة جدًّا، كلَّها أعراض قلقية اكتئابية، مع وجود بعض الأعراض النفسوجسدية والتي تظهر في شكل ألمٍ بالرأس. نظِّم نومك من خلال النوم بالليل مبكّرًا، وأن تتجنب النوم النهاري، وأشرتُ لك أن الرياضة مفيدة ومهمَّة وجيدة.

الدواء الذي قد يفيدك بصورة ممتازة هو السيرترالين، وهذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال)، وربما تجده في بلادكم تحت مسمَّى تجاري آخر.

شاور طبيبك حول مقترحي هذا، وأهم شيء أن تصبر على الدواء، وأن تعطيه الفرصة ليتمَّ البناء الكيميائي الإيجابي، والدواء يجب أن يُدعم بالعناصر العلاجية الأخرى التي تحدثنا عنها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً