الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقتي يضيع على الفيسبوك ولا أدري ماذا أصنع!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا ، تتمثل مشكلتي في عدم ثباتي على قرار، مثلا أضع صورتي الشخصية على الفيسبوك ثم أحذفها ثم أرجعها، وهكذا، ولا أدري ماهو الصواب! وهذا في كل جوانب حياتي ، وعندي إدمان على الفيسبوك ولا أستطيع ضبط وقتي في تصفحه، فلا أدري ماذا أصنع، هل أترك الفيسبوك نهائيا أم ماذا؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن القيم المشرقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا وأخانا الفاضل في موقعك، ونشكر لك التواصل المستمر والاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك للخير في كل قرار، وأن يمنحك الطمأنينة والاستقرار، وأن يجمعنا وإياك مع رسولنا المختار في جنته موطن الأخيار.

الثبات على القرار يعتمد على صحة القرار، ولذلك قواعد وخطوات، أولها توفيق الواحد القهار، فاستعن بالله، وأكثر من ذكره وشكره، واسأله التوفيق، واحرص على رفقة ومشاورة الأخيار، وعليه فالوصول للقرار الصحيح يتم عبر الخطوات التالية:

1- البدء باسم الله وسؤاله التوفيق والسداد.
2- عمل دراسة للقرار من حيث جدواه وتوقيته.
3- النظر في عواقبه وآثاره.
4- مشاورة أهل الاختصاص حسب نوع القرار.
5- المسارعة إلى صلاة الاستخارة، وتتأكد عندما لا يدري الشخص أين المصلحة وأين الخير؟

أما بالنسبة لترددك في مسالة الدخول للفيسبوك، فأرجو أن تطبق عليها النقاط المذكورة أعلاه، واحرص على التالي:

1- أن يكون دخولك بنية الخير.
2- أن يكون باعتدال، والدراسات تحدد الوقت المناسب بـ 45-55 دقيقة في اليوم، وينبغي أن تكون مجزأة 20 مثلا ثم 20 ثم 15.
3- ألا يترتب عليه ضياع واجبات، مثل الصلوات أو العمل، أو بر الوالدين أو حقوق الأسرة.
4- ألا تترتب عليه مخالفات شرعية.
5- أن تأمن من أن تؤذي أو تُؤذى، فلا ضرر ولا ضرار.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم تذكر ما خلقنا الله لأجله، فقد قال في كتابه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وفي الحديث: (لن تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولانا وإياك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً