الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحق بتسمية المولود

السؤال

السلام عليكم

زوجي لا يريد أن يسمي الاسم الذي يعجبني ويقول: أنا الذي أسمي، رغم أني وافقته على الأسماء، فقد سمى عليّاً وذلك كاسم أبيه، وسمى هالة لأن أمه خيرته بين ثلاثة أسماء دون علمي، وقال لي بأن هذا الاسم يعجبه وكنت غير مقتنعة به، فلما عرفت تدخل أمه رضيت وقلت سأسمي الثالث.

ثم رزقت ببنت فقلت له: أحب اسم بشرى بما أنك لا يعجبك ازدهار - وهو ما اخترته لهالة سابقاً -، فقال لي: لا، ففكر حتى اقترب موعد الولادة وأخبرني باسم سارة، فقلت له: أريد بشرى أو أعطيك تختار من بين ثلاثة فمن حقي أن أسمي، فقال لي: اسم سارة جميل وهو اسم زوجة النبي إبراهيم، فقلت له إن بشرى من الأية الكريمة التي فيها: ((وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ))[الأحقاف:12]، فأصر وقال: تريدين أن تسمي حتى تقولي أنك أنت التي سميتي، فقلت له سبحان الله لماذا تفكر هكذا؟، والله أريد أن أسمي لأني أحب أن أسمي بنفسي كما سميت أنت الأولين، فأصر وسمى سارة.

فحزنت كثيراً وكأن قلبي قد انفطر؛ لأنه استطاع أن يفعل بي ذلك، ورأيت أنه تحدث سابقاً مع أهله على الاسم، وسألته عن ذلك فأجاب بأنه لم يفعل، وقد رضيت بالأمر الواقع وحاول أن أرضي نفسي بأن أناديها باسم بشرى أحياناً حتى لا يحدث لي مكروه، خصوصاً أن المرأة أثناء النفاس تصبح معرضة نفسياً لذلك، ولكني أشكو من قسوة قلبه أحياناً، وقال لي عندما أخبرته عن قسوته وسوء حالتي جعلني يومياً أبكي.

أضف إلى ذلك قسوة قلب أمه التي لا تسأل علي، ولا تأتي للاطمئنان علي وعلى حفيدتها، واتصلت بأختي مرة واحدة ولم تطلب التحدث معي، مع العلم بأني لم أقلل من قدرها يوماً مّا، بل أناديها بلفظ أمي من أول لقاء بها حتى أحترمها وحتى تشعر هي بذلك فتعتبرني ابنة لها، ولكن للأسف كل يوم يظهر العجب منها، ويثبت لي قسوة قلبها التي أجد أن زوجي ورثها عنها.

والسؤال المهم هو: هل يحق لزوجي أن يفعل ذلك؟ أليس من حقي أن أسمي خصوصاً إذا كان الاسم محترما؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة رمضان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لمن رزقها الله بزوج وأولاد ومتعها بعافية البدن وأمن البلدان، ومرحباً بأختنا في الإيمان، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والوالدان، وأن يجمعنا في جنة الرضوان مع رسولنا العدنان.

وأرجو أن تعلمي أن حرص الزواج على تسمية أولاده دليل على فرحه وسروره، كما أن مشاركة أهله في ذلك دليل على حبهم له، ولكم فيه تعبير عن سعادتهم، وقد أسعدني قولك:(رضيت لما علمت تدخل أمه)، وهذا دليل على كمال عقلك وحسن تصرفك، ونتمنى أن تتركيه يسمى كما يريد ولا تعانديه في هذا الأمر طالما أن الأسماء موافقة للشريعة وآدابها.

ولا شك أن حق التسمية بيد الرجل، ولكن من اللطف وحسن العشرة أن يحصل التفاهم والتراضي في هذا الأمر، وأنت مأجورة وكل أم على ما تحتملن من الآلام، وحق الأم من الناحية الشريعة على أولادها أعظم وأكبر كما هو معروف.

ونحن ننصحك بأن تتحملي والدته، ولا تشغلي نفسك بهذه الأشياء الصغيرة، وتعوذي بالله من الشيطان وعاملي أم زوجك والناس بما يجلب رضى الرحمن.

وأما رأينا بصراحة فنحن نتمنى أن لا تجعلي موضوع الأسماء مجالاً للخصام والتوتر ولا تنزعجي لتدخل والدته فإنه لن يستغنى عن أمه، ولا تظهري له الضيق من تدخلها ولا تذكري له قسوتها عليك، وانتظري الأجر والثواب من الله، واعلمي أن والدة الزوج مفتاح إلى قلبه ورضاه في رضاها، وحتى لو تدخلت والدته بصورة مباشرة فإن ذلك أمر مألوف في كثير من الأسر، فلا تتعاملي مع الوضع بحساسية واعتبريها والدة لك، واحترمي سنها وأعطيها مكانتها لأجل زوجك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تطالبي بحقك في هدوء وروية دون أن تدخلي والدته في الأمور، وأظهري له ولها الاحترام وتذكري ما فيه من إيجابيات واذكريها أمامه وأمام أمه، وعالجي الخلل والنقص بينكما واشغلي نفسك بذكر الله وطاعته.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • بدون فايدة

    الجواب بهذه الامور اصبري ولك الاجر
    وانتي حقك اعظم على الابناء
    وكله في الهوا مابفيد الكلام

  • المملكة المتحدة ام حزينة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من ابسط حقوق الزوجة ان تشعر بانها ام وليست اداة للتكاثر واختيار اسم الولد من حقها خصوصا في مثل هذه الحالة اى انه الولد الثالث وان الاب اشبع رغبته في تسمية الطفلين الاول والثاني وانه لمن الاجحاف والقسوة ان يتم تجاهل رغبة الام بتسمية طفلها في الوقت الذي نطالبها فيه بان تقوم بجميع واجباتها ثم بقول اجرك عند الله نعم الاجر عند الله ولا شك في ذلك لكن لو كانت هناك ذرة من الرحمة والمحبة بقلب ذلك الرجل لسمح لها بذلك ولكن الرجل اناني يعرف رغباته فقط ولا يدرك غير ذلك اين المودة والرحمة اين وعاملوهن بالمعروف اين ولهن مثل الذي عليهن لكن حسبي الله ونعم الوكيل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات