الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع قيامي بكل الفحوصات لكني أشعر بالخوف من الخروج من البيت

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على موقعكم الجميل، بما يفيد الناس، جزاكم الله خيرا.

عندي مشكلة: ترجيع وضيق، وأخاف من الخروج من قبل 5 سنوات، تأتي وتذهب وتزول هذه الحالة، وأمارس حياتي الطبيعية، قبل 3 سنوات أصابني تعرق وضيق في التنفس، وألم في البطن، واستفراغ وتجشؤ، ذهبت للمستشفى لعمل الفحوصات، فحصت الدم وأشعة الصدر والمنظار، والغدة الكظرية والدرقية، والدرن وكل شيء، وأشعة مقطعية للرأس، وكل شيء طبيعي، لم يتبين سوى نزول فيتامين دال وال بي 12 وتقرحات المعدة فعالجتها 6 أشهر، وبعد 6 أشهر أجريت منظارا وتعافيت من التقرحات والحمد لله.

لم أجد الراحة، وأحس بضيق، وأخاف من الخروج، فلا أذهب إلا لأماكن قريبة جدا، وأخاف أن أذهب بعيدا، وأن يكون المستشفى بعيدا، وأصبحت حياتي فقط للبيت ولا أخرج، وإن أردت أن أخرج أخرج لأماكن محددة أو للمستشفى، وعندما أحس بتعب أذهب وأجري فحوصات للدم وضيق التنفس، وكلما أجري أشعة وفحصا للدم يقولون لم نجد معك أي شيء، وأصبحت نحيفا، كان وزني 58 وخلال أشهر أصبح 43.

أجريت فحوصات في الخارج في ألمانيا، ولم يتبين أي شيء، عدت للكويت وعملت فحوصات وكل شيء عند دكتور الجهاز الهضمي، أشعة مقطعية ومنظار قولون ومعدة، ولم يتبين أي شيء لأمراض أو بكتريا خبيثة، فقال: أتوقع أن هذا قولون عصبي، وإلى الآن كما أنا، أعطاني زيروكسات لمدة شهرين كل يوم حبة 25 غراما, والآن آخذ ديسبتالين قبل الأكل 3 مرات و
Casec-20 مرتين في اليوم.

ماذا أفعل؟ مع أني لا أريد أن أتناول زيروكسات؛ لأنه إدماني، فهل أقوم بعمل فحوصات جديدة؟ وهل حالتي نفسية أم عضوية؟ لا أعرف نفسي، ولا أخرج حتى، وكل اليوم أشعر بعدم الراحة وخمول عند النوم، وأحس أنني لا أستطيع العمل، وأخاف أن أتعب، والمستشفى بعيد، وأخاف من الاختناق.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك تُشير إلى أن الأعراض التي أصابتك هي أعراض نفسوجسدية، فأنت لديك في الأصل قلق المخاوف من درجة بسيطة إلى متوسطة، ونسبةً للارتباط الوثيق بين النفس والجسد ظهرتْ لديك هذه الأعراض، فقلق المخاوف كثيرًا ما ينتج عنه أعراض عضوية نفسيّة دون وجود مرض عضوي حقيقي.

ما ذكره لك الطبيب أنك مُصاب بالقولون العُصابي، هذا أيضًا دليل واضح على أن الجانب النفسي القلقي يلعب دورًا في حياتك.

لا بد أن تُحقّر أفكار الخوف والقلق والتوتر لتحوّل القلق من قلق نفسي إلى قلقٍ إيجابي، والقلق الإيجابي هو الذي يؤدي إلى تحسين دافعيتنا وتحقيق نجاحاتنا في الحياة، وأنصحك بأن تمارس الرياضة بصفة منتظمة، ممارسة الرياضة على أسس صحيحة وبانتظام تقوّي النفس قبل الجسد، فاحرص على التمارين الرياضية. كل أعراضك تتمركز حول الجهاز الهضمي، والرياضة – على وجه الخصوص – تساعد كثيرًا في اختفاء هذه الأعراض.

عليك أيضًا بالنوم المبكر، وتجنب النوم النهاري؛ لأن ذلك يُفيد كثيرًا في هذه الأعراض النفسوجسدية، أو ما يمكن أن نسميه بأعراض الجسدنة، وتنظيم الأكل وتنظيم الوقت أشياء مهمَّة جدًّا لعلاج مثل حالتك، وأن تطور نفسك اجتماعيًا، وعلى النطاق الأسري، وعلى النطاق المهني، هذا أيضًا مهمٌ، والحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء والذكر والورد القرآني اليومي يفرّج كثيرًا على الإنسان، فاحرص على كل ذلك أيها الفاضل الكريم.

بالنسبة للخمول الذي تعاني منه: القلق قد ينتج عنه شيء من الخمول، ويستحسن أن تتناول فيتامين د؛ لأن بعض التقارير تُشير إلى أن الإجهاد النفسي والجسدي ربما يكون متعلِّقًا بنقص فيتامين د، فأرجو أن تتناول الدواء التعويضي ليرتفع مستوى فيتامين د لديك.

جرعة الزيروكسات أراها جرعة كبيرة نسبيًّا، وأعتقد أنك تتناول الزيروكسات CR؛ لأنه يأتي في جرعة 12.5 مليجرام، وجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، استمر على جرعة الخمسة وعشرين مليجرامًا لمدة شهرٍ واحد، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ولا تتوقف عن الزيروكسات فجأة، لأن التوقف المفاجئ تنتج عنه أعراض انسحابية كثيرة تظهر في شكل قلق وتوتر ودوخة وتعرّق، وهذا قطعًا لا نريده لك.

(ديسبتالين): أعتقد أن الجرعة ثلاث مرات في اليوم هي جرعة كبيرة إذا كنت تتناول المائتي مليجرام، أمَّا إذا كانت جرعة 35 مليجرامًا فأعتقد أن حبتين في اليوم تكفي، وإذا كانت 200 مليجرام فتناول كبسولة واحدة في اليوم، ولا تستمر عليها لمدة طويلة.

الدواء الآخر وهو الـ (Casec) غير معروف لدي، ويمكن أن تستفسر من طبيبك عنه.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً