الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترتيب السور مستحب وليس بواجب

السؤال

هل يجوز قراءة سورة الرقية من غير ترتيب فأنا مريضة نصحني الراقي بقراءة السور على نفسي وهو معالج في أحد المنتديات المتخصصة في علاج المرضي أحسبه والله حسيبه أنه معالج يعالج بالقرآن ولم أر من مواضعه إلا خيراً، أولاً سورة البقرة كاملة وبعدها خواتيم سورة البقرة مثلاً آيات من سور الفتح وبعدها آيات من سورالمائدة، وبعدها آيات من سور آل عمران، القلم، الملك، الحج، الدخان. وهكذا من غير ترتيب فهل أقوم بترتيب السور بنفسي أبدأ بالبقرة ومن ثم آل عمران وهكذا أم أقرأ مثل ما هي موجودة في الرقية فأرجوكم أفيدوني أثابكم الله؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا مانع من قراءة هذه الرقية بحالها لأن ترتيب سور القرآن مستحب وليس واجباً على الراجح، مع أن الترتيب أولى.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا مانع من قراءة هذه الرقية بحالها لأن ترتيب سور القرآن مستحب وليس واجباً على الراجح، مع أن الترتيب أولى، ففي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً...

قال النووي في شرح صحيح مسلم: قال القاضي عياض: فيه دليل لمن يقول أن ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف وأنه لم يكن ذلك من ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم بل وكله إلى أمته بعده، قال: وهذا قول مالك وجمهور العلماء واختاره القاضي أبو بكر الباقلاني. قال ابن الباقلاني: هو أصح القولين مع احتمالهما، قال: والذي نقوله: أن ترتيب السور ليس بواجب في الكتابة ولا في الصلاة ولا في الدرس ولا في التلقين والتعليم، وأنه لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نص ولا حد تحرم مخالفته. انتهى.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 53012، والفتوى رقم: 23144.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني