الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتفاء بحفظ نصف القرآن وترك الباقي

السؤال

حفظت نصف القرآن منذ 15 سنة، فنسيت بعضه، وتزعزع حفظ بعضه الآخر، فعدت إلى المدرسة القرآنية، وأعدت حفظه من جديد، وأنا الآن على وشك الوصول إلى النصف، ومترددة كثيرًا في مواصلة حفظ الباقي، وأرغب في الاكتفاء بالنصف، والحرص على عدم تضييعه؛ لأني أخاف أن يحدث ما حدث في السابق، ولا أريد أن أتحمل مسؤولية حفظه كاملًا، ولا أكون في مستوى المسؤولية، فهل عليّ ذنب؟ ولي أخت ختمت القرآن قبل زواجها، وقد بدأ يتفلت منها شيئًا فشيئًا، مع أنها تراجع كلما توفر لها الوقت، ولكن ليس كما كانت في السابق قبل الزواج، ومسؤولياته، والأبناء، وتبعاتهم، فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فحفظ القرآن وتلاوته، من أعظم العبادات، وأجل القربات، فقارئه يفوز بالأجور الجزيلة؛ لأن قراءة الحرف الواحد منه بعشر حسنات، كما ثبت في الحديث الصحيح، الذي رواه الترمذي في سننه.

وحفظ القرآن كاملًا، لا يجب على كل أحد، بل هو من فروض الكفايات، إذا قام بها البعض سقط الوجوب عن الباقين، قال الإمام النووي في المجموع: فرض الكفاية وهو: تحصيل ما لا بد للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية، كحفظ القرآن، والأحاديث، وعلومهما، والأصول، والفقه، والنحو، واللغة، والتصريف، ومعرفة رواة الحديث، والإجماع والخلاف. انتهى.

وعليه؛ فلا إثم على السائلة في الاقتصار على حفظ نصف القرآن، وترك الباقي، فحفظة القرآن في الأمة كثيرون -ولله الحمد-.

ولكنا ننصحك بالحرص على حفظ القرآن كاملًا، وتعاهده بالتلاوة، والمذاكرة، وعدم تعريضه للضياع، والنسيان، ففي ذلك خير كثير، وأجر وفير، وراجعي في ذلك الفتوى: 54579، والفتوى: 19089.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني