الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن يهمل أمر الصلاة ويؤخرها عن وقتها

السؤال

أنا شاب في الثلاثينيات من العمر، لدي مشكلة تورقني جدا وهي أنني أحيانا أتغافل عن الصلوات وأصليها مع بعض، كأن أصلي الظهر مع العصر أو العشاء في اليوم الموالي ، و هذا الأمر يؤرقني لكن لا أعلم كيف أفعل هذا، فدائما أقول في قرارة نفسي إنه لا يجب علي فعل هذا، لكن أرجع إلى ذلك؛ رغم أنني لدي الوقت للقيام بكل صلواتي وفي وقتها، كما أنني لا أصلي في المسجد إلا صلاة الجمعة و كأنني مرغم على ذلك، لست أدري لماذا ، مع العلم أنني لم أكن هكذا في زمن مضى، أخاف كل الخوف أن تفلت الصلاة مني و أصبح لا أصليها و هذه كارثة ، أرجو نصحي بما يفيدني و يرجعني إلى طريق الصواب، كما أرجو إفادتي كيف أقضي أي صلاة متأخرة وأحكام ذلك؟ وأين أجد كتابا به كل المعلومات الميسرة للفهم بديني من صلاة وغسل و طهارة وذكر؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ترك الصلاة حتى يخرج وقتها ذنبٌ عظيم أعظم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وصاحبه عرضةٌ لعقاب الله العاجل والآجل، نقل الإجماع على ذلك ابن القيم في أول كتاب الصلاة، فإذا تدبرت يا أخي هذا المعنى اقشعر جلدك وارتجف قلبك وخشيت أن تكون ممن خذلهم الله فليس لهم في الخير نصيب،

وترك صلاة الجماعة كذلك معصية لله عز وجل، فقد هم النبى صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين عن الجماعة. متفق عليه.

فهل يسرك أن تحشر مع قوم همَ النبى صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوتهم، فعليك بمراقبة الله تعالى والتفكر في أسمائه وصفاته، وعليك بمصاحبة أهل الخير الذين يعينونك على الطاعة، وأكثر من التوبة والاستغفار، واجتهد فى الدعاء بتثبيت القلب والاستقامة على الدين.

وأما عن أحكام قضاء الصلوات فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك. متفق عليه، والقضاء يحكي الأداء، فصفة قضاء الصلاة الفائتة هي صفة أدائها، وأما من ترك الصلاة عمدا فلا ينفعه قضاؤها عند طائفةٍ من أهل العلم، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن اتيميه: إذا كان يتركها بالكلية لأنه في هذه الحالة يرى كفره، والجمهور على أنه يلزمه قضاؤها مع التوبة والاستغفار. والأول أظهر. والله أعلم.

والذي يترك الصلاة عمداً عليه أن يكثر من النوافل والتوبة والاستغفار والندم علي ما فرط منه، وأكثر من قراءة الكتب النافعة كرياض الصالحين والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية ففيهما من الأحاديث والأذكار ما ينفعك إن شاء الله.

وأما عن كتاب تتعلم منه أمور الدين فاحرص علي قراءة فتاوى العلماء كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين، وكتاب الشرح الممتع للعلامة العثيمين كافٍ في تحقيق مطلوبك إن شاء الله، وإن أردت كتاباً مختصراً فاقرأ: الملخص الفقهي, أو منهاج المسلم, أو فقه السنة, أو غيرها من الكتب المتداولة النافعة.

نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا وإياك سواءَ السبيل.

وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16865، 106667، 99973، 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني