الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا تفعل الزوجة مع زوجها الخائن لها

السؤال

ما حكم الدين في الزوج الخائن كثير الحلف باليمين، وخاصة إذا كانت معروفة خيانته لزوجته وهل يحق له أخذ مصاغها ليبيعه ويصرفه على ملذّاته؟ وهل يحق للزوجة عدم إعطائه المصاغ؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الخيانة محرمة شرعا ومذمومة طبعا، وكثرة الحلف لا تنبغي للمسلم، والزوج لا يجوز له أخذ أي شيء من ممتلكات زوجته إلا برضاها وطيب نفسها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الخيانة مذمومة ومحرمة شرعا ومكروهة عند الناس طبعا، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ.{الأنفال:58} وللمزيد من والفائدة والتفصيل انظري الفتوى: 26233.

وإذا كان مقصود السائلة بخيانة الزوج اقترافه للزنا فلا شك أن الزنا جريمة شنيعة وقد جاء فيها من الوعيد ما تقشعر منه الأبدان، ولكن يجب التنبه إلى أنه لا يجوز اتهام الزوج بالزنا دون بينة وإلا كان ذلك قذفا محرما وهو من الكبائر ويوجب حد القذف على القاذف، وراجعي الفتوى رقم: 10849.

وأما كثرة الحلف بالله تعالى فإنها لا تنبغي للمسلم وهي تدل على استهتار صاحبها وعدم تعظيمه لحرمات الله فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ {البقرة:224}.

وإذا كان الحلف على الكذب وصاحبه يعلم أنه كذب فإن هذه يمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم أوفي النار وهي من كبائر الذنوب وتجب المبادرة إلى التوبة منها .

وأما الأخذ من ممتلكات الزوجة بدون رضاها فإنه حرام؛ فلا يحق لهذا الزوج ولا لغيره أخذ مصاغ زوجته ولا غير ذلك من ممتلكاتها إلا برضاها وطيب نفسها، ويتأكد المنع إذا كان يريد صرف ثمنه في ملذاته أو شهواته، ومن حق الزوجة أن تمنع من أخذه ومن أخذ أي شيء من مالها، لأن لها ذمتها المالية المستقلة، ولها حق التصرف فيما تمتلكه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني