الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أيهما أفضل مراجعة القرآن لتثبيت المحفوظ أم مجرد التلاوة ليختمه أكثر من مرة

السؤال

كنت قد حفظت القرآن كله قبل أكثر من خمس سنوات, ولكنني للأسف لم أراجعه فأنسيت أغلبه ولم أعد أتذكر الآن منه إلا عشرة أجزاء تقريبا. المهم إنني الآن تبت وعدت أريد مراجعة القرآن من جديد. ولكني أشعر وكأني أحفظه من جديد وقد قررت أن أتم مراجعته خلال شهرين وستكون مراجعة الأجزاء الأخيرة خلال شهر رمضان وتستغرق مني تقريبا ثلاث ساعات يوميا فأيهما أفضل في شهر رمضان تلاوة القرآن قراءة من المصحف حتى أختمه أكثر من مرة، أم أستغل الوقت في مراجعة القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بارك الله فيك حين قررت تدارك ما فرط منك، فقد كنت خالفت وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – القائل: تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها. رواه مسلم.

أما وقد تبت فنسأل الله أن يثبتك ويسددك ويعينك، وأما بخصوص سؤالك عن رمضان فالذي ينبغي للمسلم أن يشتغل بالقرآن في رمضان قراءةً وحفظاً ومدارسة، ففي الصحيح أن جبريل كان يعارض النبي - صلي الله عليه وسلم – القرآن كل سنةٍ في رمضان، وقد نوه الله عز وجل بشأن العناية بالقرآن في رمضان فقال: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ {البقرة:185 }

فمهما قمت به من الوظائف المتعلقة بالقرآن فهو حسن، لكن الذي ننصحك به هو تحقيق الموازنة بين هذه الوظائف، بأن تجعل وقتاً للختم ووقتاً للمراجعة، فإن تعذر فالذي يظهر أن المراجعة أفضل لأنها تعينك علي التخلص من إثم التفريط حتى نسيت القرآن، ولأنها أدوم نفعاً، وفضل حفظ القرآن لا يخفى. وانظر الفتوى رقم: 36593.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني