الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تلتفت للوساوس وما تلفظت به ليس له علاقة بالطلاق

السؤال

أريد أن اسأل عن لفظ قلته لزوجتي هل يوقع الطلاق أم لا، كانت زوجتي قد تركت خاتم الزواج على طاولة بالبيت, فشعرت بغضب بسيط وسألتها عن السبب فقالت: إنها خافت من وقوعة في البالوعة أثناء الغسيل, فقلت لها: "لو تركتيه مرة ثانية سأخبيه منك ومش حتشوفيه ثاني أبداً"، الحوار كان عاديا هادئا والعلاقات بيننا كانت صافية قبل وبعد هذا اللفظ، فبالله عليكم هل هذا اللفظ الذي قلته هل هو كناية من كنايات الطلاق أم هو طلاق معلق أم ما أعانيه هو مجرد وساوس؟
لا أدري يا شيخ لماذا بعد كل لفظ أقوله يحمل معنى الفراق أو الهجر أو حتى الخصام أو الزعل ينتابني شك أن نيتي كانت الطلاق ثم يتحول الشك إلى اعتقاد ثم أظل أفكر فيه أياما وأياما حتى تحولت حياتي إلى جحيم من كثرة التفكير في الطلاق وألفاظه وكناياته والنوايا من وراء كل لفظ أقوله، فأفتوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس كل لفظ يتلفظ به الزوج يقع به الطلاق، بل لا بد أن يكون لفظاً صريحاً في الطلاق أو كناية من كناياته مع النية، والكنايات هي الألفاظ التي ليست صريحة في الطلاق ولم توضع له أصلاً ولكنها تحتمله، كقوله: الحقي بأهلك أو أنت علي حرام أو ابتعدي عني... فهذه الألفاظ وأمثالها يقع بها الطلاق بالنية باتفاق الفقهاء.

قال الشافعي رحمه الله تعالى في كتاب الأم: وإن كلم امرأته بما لا يشبه الطلاق وقال أردت به الطلاق لم يكن طلاقاً، وإنما تعمل النية مع ما يشبه ما نويته به.

وقال ابن قدامة: فأما ما لا يشبه الطلاق ولا يدل على الفراق، كقوله اقعدي وقومي وكلي واشربي... وبارك الله فيك وغفر الله لك، وأشياء من ذلك فليس بكناية ولا تطلق به وإن نوى. انتهى.

وما تلفظت أنت به أيها السائل لا يدل على إنشاء الطلاق ولا تعليقه لا من قريب ولا من بعيد، ولذا فإنا نوصيك بالإعراض عن هذه الوساوس والانصراف عن هذه الشكوك والأوهام، فهي ضارة جداً بدين المرء ودنياه، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30621، 20822، 17402.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني