الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنجع الطرق لنصح الوالد

السؤال

أنا عندي أب لا يحترم قضاء الحاجة في الحمام ولديه عادات مثلاً سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام وغيرها، والآن عمره في أواخر الأربعين... السؤال هو: هل أكلمه على هذه الصفات وأنصحه أم لا؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي عليك أن تنصح والدك فيما يقوم به من منكرات، وأن تحاول الأخذ بيديه إلى طريق الله جل وعلا، ولكن عليك بالتلطف في ذلك، فإن معاملة الوالدين بالإحسان واجبة على كل حال، قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}، وعليك أن تراعي ما يلي:

1- أن تتخير أحسن الطرق وأفضل الوسائل، كإهداء شريط أو كتيب يتحدث عن المنكر الذي ترغب في تغييره ويقع فيه الوالد.

2- أن تتخير أفضل الأوقات، فالوقت المناسب عامل مهم في قبول النصيحة، فوقت الغضب لا يصلح لإسداء النصح، والمنهمك في عمل عقله منشغل بما يعمل فيه.

3- أن تتجنب النصح علانية فإن ذلك يأتي بنتيجة عكسية، فالنصيحة في السر أدعى للقبول، وفي ذلك يقول أحد السلف: من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن نصحه علانية فقد ذمه وشانه.

4- أن تنتقي أفضل الكلمات وألطفها وألينها، وانظر إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام كيف كان يخاطب أباه المشرك بألطف العبارات وأرق الكلمات، فيقول الله تعالى في سورة مريم: إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا* يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {مريم: 42-43-44-45}، فإن استجاب لك وإلا فيمكنك أن تكل أمر نصيحته إلى بعض أصدقائه أو أقاربه من أهل الخير ممن لهم وجاهة عنده، ويمكن أيضاً الاتفاق مع خطيب الجمعة الذي يصلي معه على أن يتكلم عن ذلك الموضوع... وهكذا.. ونوصيك بأن تكثر من الدعاء له بظهر الغيب لعل دعوة توافق ساعة إجابة يغير الله سبحانه بها حاله، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 13288.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني