الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها لم يف بما شرط عليه من شراء شقة في بلدها

السؤال

أشكركم على هذا الموقع وأرجو الإفادة في الرد على سؤالي هذا.... أنا سيدة مصرية متزوجة من رجل أردني وأقيم معه في الأردن منذ 10 سنوات وكان شرط والدي للموافقة على الزواج أن يأخذ لي شقة في مصر وأنتم تعلمون معنى أن البنت تأخذ غريبا عن بلدها على سبيل ضمان حقي أو عندما أنزل زيارة إلى أهلي أنزل على بيتي، المهم تعهد بذلك ولكن بعد الزواج نظرا للظروف المادية مما يتطلبه تكاليف الزواج وكثيرا ما صارت بيننا مشاكل بسبب هذا الموضوع ودائما يتحجج بأن وضعه لا يسمح وأنا لا أعلم الكثير عن وضعه المادي وهذه حقيقة ولا أبالغ في شيء والله يعلم ما أقوله وأحيانا كثيرة لا أشعر معه بالأمان والاستقرار ولا أملك منه أي شيء ولا يوجد لدى أي دخل ولا ذهب ولا فلوس وأخاف في أي وقت يصير بيننا شيء ولا أجد مأوى وأنا الآن ربنا رزقني بطفلتين منه وأسافر عند أهلي تقريبا مرة في السنة وصار موضوع الشقة ضروريا غير أني صرت
أستحي أنزل على بيت أهلي مرة أخرى للعلم أن بيت أهلي صغير جدا وممكن ننام على الأرض والوضع يكون صعبا جدا، أنا والدتي متوفاة وأبي متزوج وهذا يسبب لي خجلا كثيرا وأبى رجل مريض ونفسي أسافر لأراه، وأنا أتمنى أنزل في بيتي وأفرح أهلي إن صار لي شقة ولا تنسى أن هذا وعد منذ 10 سنوات من زوجي وأنا أخاف الله، حكى لي زوجي إذا تريدين نأخذ من البنك وأشتري شقة وأنا خائفة ربى يغضب علينا رغم أني والله في أشد الحاجة لذلك، أفيدوني بالله عليكم ماذا أفعل أحيانا أقول يا رب أنت عالم بالحال وتسامحني وأخاف من تردد زوجي كثيرا وأقول لا بد أن يكون عندي بيت في بلدي وأحيانا أخاف عقاب الله أذا اقتربت من بنك .......... أرجو الرد علي سريعا لأني لا أنام من الحيرة، وجزاكم الله كل خير ....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والدك قد اشترط على زوجك في العقد أن يكون لك بيت في بلدك، فهو ملزم بهذا الشرط، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج. متفق عليه.

ويرى الحنابلة أنه يجوز لك فسخ النكاح إذا لم يف لك بالشرط.

لكن الذي ننصحك به أنه مادام غير قادر على ذلك، فعليك أن تصبري حتى يتيسر له الأمر، أما عن الاقتراض من البنك الربوي، فذلك لا يجوز، فإن الربا من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات، ويستحق صاحبه اللعن، بل توعده الله بالحرب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة (278-279}. ولا نظن بمن في قلبه نبض الإيمان أن يسمع هذا الوعيد ثم يقدم على التعامل بالربا، لا سيما والأمر ليس فيه ضرورة، فيمكنك أن تخبريه بضيق مسكن والدك و تسأليه إن تيسر له أن يعطيك ما تستأجرين به مسكناً وقت إقامتك بمصر، حتى يوسع الله عليه، ويفي لك بما وعد.

واعلمي أن عاقبة الصبر والتقوى الخير في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف90}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني