الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقاؤك بين غير المحجبات مع وعظهم وتذكيرهم مصلحة كبرى

السؤال

أعمل مدرسة لأطفال تتراوح أعمارهم بين12و15سنة وأنا ملتزمة بالحجاب الشرعي، والحمدلله البنات غير محجبات ونادرا جدا ما أجد فرصة لأعظهم لأني أدرس فرنسية فهل علي ذنب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتضح لنا من سؤالك ما إذا كان هناك ذكور ضمن من تدرسين لهم أم لا, فلو كان هناك ذكور فإنه لا يجوز لك التدريس في هذا المكان، ولو كنت تلبسين الحجاب الشرعي لأن هؤلاء الدارسين - في هذه السن التي ذكرت - بالغون أو مراهقون, والمراهق هو من قارب البلوغ وحكمه حكم البالغ.

وقد بين العلامة القليوبي رحمه الله في حاشيته من هو المراهق بقوله: هو من قارب زمن البلوغ، والمراد به من يظهر على العورات، أي الذي قدر على أن يحكي ما يراه من النساء. انتهى.

وقال النووي رحمه الله في المنهاج: المراهق كالبالغ.

ومعلوم أن دراستهم مع البنات وهم في هذه الحال تعتبر من الاختلاط المحرم – خصوصا مع ما ذكرت من كون البنات غير متحجبات – فإن ضابط الاختلاط المحرم هو: اجتماع الرجال مع النساء في مكان واحد مع عدم التزام الضوابط الشرعية كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو تبرج من النساء، أو خضوع منهن بالقول، ونحو ذلك. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 35079.

فالحاصل أنه لا يجوز لك التدريس في هذا المكان لأنه لا يجوز لك الاختلاط بالرجال في مثل هذا الجو المليء بالتبرج والمنكرات، كما أن بقاءك فيه ترك لإنكار المنكر وهو لا يجوز بحال , فإن الحكم الشرعي في المنكر إما أن يزال أو يزول الإنسان عنه عند عدم القدرة على إنكاره وإزالته.

أما لو كنت تدرسين للبنات فقط فإنه يسعك في هذا الحال أن تدرسي بشرط أن تقومي بواجبك تجاههن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأمرهن بالحجاب والحشمة، وألا تقصري في هذا، وأن تجعلي نيتك هي الإصلاح, فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها، فعند حصول تعارض بين تحصيل مصلحة ودفع مفسدة وتقليلها، فإذا تعارض جلب مصلحة مع دفع مفسدة فينظر إلى الأهم منهما، وتراعى بالتقديم, ولا شك أن اختلاطك بهؤلاء العاصيات مفسدة, ولكن بقاؤك بينهم مع وعظهم وتذكيرهم بأوامر الله مصلحة كبرى.
ولو أن كل مكان به معصية تركه أهل الصلاح والخير وهربوا منه لعم البلاء وطم، وأما بالنسبة لحكم تدريس اللغات الأجنبية فراجعي فيه الفتويين رقم: 69941, 69919.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني