الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج على الزوجة في طلب الطلاق لكون زوجها لا ينجب

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ 8 سنوات، عمري 28 أعمل مدرسة، اكتشفنا أن زوجي عقيم، ولم يترك أي مكان إلا وذهب للعلاج، لكن دون جدوى مع السنين بدأت أتغير من ناحية زوجي في المعاملة، وبدأت أبعد عنه، كل هذا بالرغم عني أحتاج لطفل أحتاج لأن أكون أما، أنا والله على علم بأن الكل بيد الله سبحانه وتعالى، لكن لا أعرف أشعر بالنقص لعدم وجود ولد لي، وبينما الآخرون جميعهم لديهم الأولاد، لا أخفي عليكم أني فكرت بالطلاق، الكل يعارضون الفكرة من منطلق أن زوجي جيد، ولا ينقص علي شيء، ولكن يقولون لي إن هذه حياتي والقرار بيدي، أشعر أني أعيش معه بمنطلق أني أريد أن أحافظ على اسمي أي أني امرأة متزوجة، ولي بيت وأنا حرة في حياتي بكل شيء، أنا أعرف أن هذه أنانية مني، لكن هذا هو شعوري بمجرد التفكير بالطلاق ينتابني شعور بأني لا أرضى بحكم الله سبحانه وتعالى، فما هو رأيكم؟ إلى هذه الساعة ما زلت محتارة لا أستطيع أن أقرر أخاف من القرار، صليت الاستخارة لكن لم يتبين لي شيء، فهل يجوز أن تصلوا لي الاستخارة أم لا؟ أنا لا أريد أن أبقى على هذا الحال طويلا، ساعدوني أرجوكم للتوصل للحل الصحيح بأسرع طريقة، وأن لا أندم على قراري، فأنا لم أعد أذهب لأخواتي أو أقاربنا أو أقارب زوجي لأهنئهم بالمواليد الجدد، فبدأت أتضايق منهم، ساعدوني أرجوكم وبارك الله فيكم على إتاحة هذه الفرصة لي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإنجاب من أهم مقاصد النكاح، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالنكاح بالمكاثرة، كما في الحديث: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه العراقي والألباني.

وعليه؛ فالظاهر - والعلم عند الله - أنه لا حرج عليك في طلب الطلاق من زوجك نظراً لما في عدم الإنجاب من حصول الضرر، وفوات أعظم المقاصد من الزواج، ولا يعد هذا من الأنانية ولا من الاعتراض على قدر الله جل وعلا، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 20729.

وننبهك هنا إلى أن الزوج له أن يطلق، وله أن يمتنع حتى تفتدي منه بمال، لكن إن صبرت على ذلك فهو خير، ونرجو الله سبحانه أن يعطيك ثواب الصابرين المحتسبين، واستعيني على أمورك كلها باستخارة الله جل وعلا بنفسك، لأنه لا تصح الإنابة في الاستخارة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 6405.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني