الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحسن في أمره بالمعروف وأخطأ في أسلوبه

السؤال

يوجد شيخ في منطقتنا إذا رأى أي رجل يمشي مع امرأة غير متحجبة يقوم بسبه و بضربه، وإذا رأى امرأة غير متحجبة يمسك شعرها و يقول (ده طريقك لجهنم يا سافرة) وهو يقول أنا لا أفعل شيئا حراما. أنا آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر. فهل ما يفعله من الإسلام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آدابا ينبغي مراعاتها، وقد ذكرنا جملة من هذه الآداب بالفتويين: 52338، 53349، ومن هذه الآداب الرفق، وهو الأصل في الدعوة إلى الله، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

وإذا كان واقع الحال من هذا الرجل على ما ذكر، فإن أمره بالمعروف ليس بمعروف، ونهيه عن المنكر منكر. فليس من شأن الداعية أن يسب المدعو ويشتمه، وأما الضرب فإن التغيير باليد من شأن من له سلطان على المدعو كما هو مبين بالفتوى رقم: 80926، وإن كانت هذه المرأة أجنبية عنه فلا يجوز له أن يمس شيئا من جسدها شعرا كان أم غيره. وراجع الفتوى رقم: 28788، ثم إن هذا الأسلوب الذي يخاطبها به ليس من الحكمة في شيء، وقد يكون سببا في صد الناس عن التوبة والرجوع إلى الله، فينبغي أن يبين لهذا الرجل أنه قد أحسن في قصده القيام بهذه الفريضة وأخطأ في الأسلوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني