الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تحفظ القرآن بدون رغبة أمها

السؤال

أرجو أن تتكرموا وتجيبوا على تساؤلي بما فتح الله عليكم: أنا طالبة جامعية تراودني فكرة حفظ القرآن كثيرا حقيقة حفظي صعب وعسير، فأكسل عن ذلك عدا عن أن الشخص لوحده يضعف ويكسل، لم أكن خلال سني دراستي في المدرسة أفكر بذلك ولا أرغب به ولا أراه لازما، لكني أشعر نفسي محتاجة لجرعات إيمانية باستمرار وأحسها خواء، من فترة اقترحت صديقتي أن نحفظ القرآن معا ونتحدى أنفسنا هذا الصيف، أنا لا أسير جيدا في دراستي والله لست مقصرة ولكن هذا ما يحدث، حملت إحدى المواد هذا الفصل وكان أحد أكبر الأسباب ضيق الوقت، نريد حفظ القرآن في ثلاثة شهور،علمت أمي فرفضت وقالت لي أنت مضغوطة في دراستك ولا تجدين وقتا لها وصديقتك رفيقة سوء، هي لا تعرف صديقتي والله إنها أخت لي في الله وقفت بجانبي بشدائد كثيرة كانت غوثا وعونا وهادية لطريق الحق، وأهلي لا يعلمون من ذلك شيئا. ما نريده معا أن لا نبقى ملتزمات اسما بل علينا العمل والتزود بالإيمان.
سؤالي: هل أحفظ القرآن بدون علم أمي أم يكون هذا عقوقا؟ وكذلك لو كانت أمي موافقة هل أتوكل على الله أن يفتح لي وييسر لي بحياتي لحفظ القرآن أم أن حفظي للقرآن خصوصا خلال 3 أشهر هو قرار غير سليم ليس فيه موازنة للأولويات ولا يرتضيه الشرع لأنه سيجعلني مسلمة ضعيفة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حفظ كتاب الله تعالى من أعظم ما يتقرب به العبد لمولاه، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والمشتغلون بالقرآن تعلمًا وتعليمًا هم خير الناس، وتتفاوت درجات أهل الجنة بتفاوت ما يحملون في صدورهم من كتاب الله، فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. رواه أبو داود. وانظري الفتوى رقم: 17548.

فحفظك لما تيسر من القرآن من غير أن يصحب ذلك تفريط فيما أوجبه الله عليك، وبدون علم أمك، ليس فيه عقوق، وانظري توجيهات للتوفيق بين بر الوالدين وأداء بعض العبادات المستحبة في الفتوى رقم: 9210.

هذا، ولا يوجد تعارض بين اهتمامك بدروسك المدرسية وبين اشتغالك بحفظ كتاب الله تعالى إذا اعتنيتِ بتنظيم الوقت، وحاولي أن تقنعي أمكِ بذلك، وللفائدة انظري الفتويين: 10337، 57871.

ثم إن حفظ القرآن يحتاج إلى همة عالية ونية حاضرة، وحسن تنظيم للوقت، والذي ننصحك به أن تقللي القدر المحفوظ يوميًا مع الإكثار من تكراره حتى تطمئني إلى ثبوته، وأن تعتني بالمراجعة دوريًا لما انتهيت من حفظه، مع سؤال الله تعالى أن يعينك على الحفظ، وحبذا لو كان ذلك بمتابعة من إحدى المدرسات المتقنات للقرآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني