الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وجد مذيا في ثيابه بعد الانتهاء من الصلاة

السؤال

أنا شاب عمري 35 سنة، خاطب فتاة وأفكر فيها دائما بحكم سني، وعندما أنتهي من الصلاة أجد أنه قد خرج مني شيء، وهذا يحدث معي دائما. فما حكم الشرع في ذلك؟ أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا السائل الذي يخرج منك، والذي تجده بعد الصلاة هو المذي، فإن من صفته أنه يخرج عند التفكير أو الملاعبة، ولا يشعر بخروجه غالبا، وهو نجس باتفاق العلماء، ويجب غسله من البدن وغسل الثياب منه عند الجمهور، وعند الحنابلة أنه يكتفي بنضح الثوب منه، وهو ناقض للوضوء إجماعا لحديث علي رضي الله عنه: كنت رجلا مذاء، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته فقال: اغسل ذكرك وتوضأ. متفق عليه. وانظر لبيان كيفية تطهير المذي الفتوى رقم: 50657.

وعليه فإذا وجدت المذي في ثيابك بعد الصلاة فقد وجب عليك إعادة الوضوء والصلاة؛ لما تقدم من أن المذي ناقض للوضوء، فإن كان المذي يخرج منك دائما، فإن كنت تجد في أثناء وقت الصلاة وقتا تعلم أنه لا يخرج منك فيه شيء لزمك أن تنتظر إلى هذا الوقت، فتتوضأ وتصلي بطهارة صحيحة، فإنك حينئذ لست مصابا بالسلس، وانظر الفتوى رقم: 119395 لمعرفة ضابط الإصابة بالسلس، وأما إن كان خروج المذي يغلب عليك بحيث لا تجد في أثناء وقت الصلاة وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فحكمك في هذه الحال حكم المصاب بالسلس، فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت، وبعد أن تتحفظ بشد خرقة ونحوها على الموضع وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل.

قال ابن قدامة رحمه الله: والمبتلى بسلس البول، وكثرة المذي، فلا ينقطع، كالمستحاضة، يتوضأ لكل صلاة، بعد أن يغسل فرجه. وجملته أن المستحاضة، ومن به سلس البول أو المذي وأشباههم ممن يستمر منه الحدث ولا يمكنه حفظ طهارته، عليه الوضوء لكل صلاة بعد غسل محل الحدث، وشدّه والتحرّز من خروج الحدث بما يمكنه. انتهى.

وقبل أن نختم هذا الجواب نتقدم بنصيحة نوجهها إليك، وهي أن تحرص على دفع تلك الخواطر الخبيثة التي تفسد القلب وتبعد عن الله تعالى، وعليك أن تشغل نفسك بما ينفعك من العلم النافع والعمل الصالح، وجاهد نفسك على إبدال تلك الأفكار بضدها، واعلم أن الله سيعينك ويوفقك إذا صدقت اللجوء إليه وتوكلت عليه، فقد قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا. {العنكبوت:69}. ونسأل الله أن يهدينا وإياك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني