الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إطعام الطعام ودعاء ختم القرآن بعد ختم القرآن

السؤال

تقدمت سابقاً بسؤال عن إعداد الطعام عند الختمة ـ ختم القرآن ـ سؤال رقم 2231651 ، وقد حولتموني لعدة فتاوى ـ وجزاكم الله خيراً ـ ولكنها لم تجب عن سؤالي: علماً بأنني قصدت من السؤال: أنني يومياً أقرأ جزءا من القرآن وعند آخر جزء ـ بعد الختمة ـ وفي نفس اليوم أوالذي يليه أصنع طعاماً قليلاً وأوزعه على بعض الأصدقاء والجيران، حيث أقرؤه لوحدي فقط وأدعو في نفس يوم الختمة بدعاء ختم القرآن لوحدي، وبعد ذلك أصنع الطعام وأوزعه .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسؤال المشار إليه كان جوابه مستوفيا لما فيه، فما ذكره السائل في سؤاله، والمفتي إنما يجيب بحسب ما يذكره السائل لا بما يقصده في نفسه و يذكره في سؤاله.

وأما ختمك القرآن قراءة فهو من الأعمال الفاضلة التي يؤجر عليها من أخلص نيته في القراءة ورجا ما عند الله من الثواب، والمداومة على قراءة القرآن وتعاهده من الأمور الفاضلة المستحبة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 35718.

وأما صنعك للطعام وإهداؤه لأصدقائك وجيرانك فلا بأس به إذا لم تعتقد أن هذا العمل بعد ختم القرآن سنة، وكان قصدك من إطعام هذا الطعام لأصدقائك وجيرانك هو امتثال ما رغب فيه الإسلام، كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ. رواه البخاري ومسلم .

ومما ينبغي استصحابه كذلك عدم الظن بأن كل من ختم القرآن يستحب أن يفعل ذلك، وننصحك بألا تتخذ هذا الفعل عادة، كلما ختمت القرآن حتى لا يظن الناس أن هذا سنة. وراجع الفتوى رقم: 67884.

ونحث السائل على مراقبة قلبه ومجاهدة النفس على الإخلاص لله تعالى في عمله حتى لا يدخل عليه الشيطان من باب توزيع الطعام ليفسد ثواب ختمه للقرآن بأمراض الرياء والسمعة والفخر والغرور.

وعلى الاقتداء بفعل السلف الصالح في قراءة القرآن وختمه، كما بينا في الفتوى رقم: 18685.

ونذكر السائل بأنه لا يوجد دعاء مخصوص مأثور لختم القرآن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به، أو أرشد غيره إليه، كما بينا في الفتوى رقم: 11726فراجعها .

ومن أشهر ما يعرف في هذا الباب الدعاء المكتوب في آخر كثير من المصاحف منسوباً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا أصل له عنه . انظر : فتاوى الشيخ ابن عثيمين، وفتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني