الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيرة في غير موضعها مما يبغضه الله تعالى

السؤال

ابن خالة زوجتي طفل عمره خمس سنوات، وزوجتي تبلغ من العمر 25 سنة، وأراهما مرتبطين ببعض، وأرى زوجتي تلاعبه وتداعبه وأراه مرتبطا بها جداً، لأنها تحضر له الألعاب وأراه دائما يريد أن يقبلها وفعلا يقبلها كثيراً، وهذا المنظر يغضبني جداً. فهل لي الحق أن أمنع زوجتي أن تلاعب ابن خالتها الطفل؟ وأمنع أن تقبله أو يقبلها بالرغم أن زوجتي تحب الأطفال جداً وكل أطفال أقاربها يحبونها جداً أم أن غضبي هذا مبالغ فيه ويجب العدول عنه؟! علما بإني عاقد فقط على زوجتي حتى الآن. أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فغضبك هذا في غير موضعه قطعاً، وغيرتك هذه غير محمودة لك، لأن الطفل في هذه السن لم يبلغ مبلغ التمييز وهو أبعد ما يكون عن التفطن لأمور الشهوة وما يريده الرجال من النساء، وقد أباح الله سبحانه للمرأة أن تظهر زينتها أمام الأطفال الذين لم يبلغوا أن يتفطنوا لعورات النساء ومفاتنهن، فقال سبحانه: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء {النور:31}.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء. يعني: لصغرهم لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن من كلامهن الرخيم، وتعطفهن في المشية وحركاتهن، فإذا كان الطفل صغيراً لا يفهم ذلك، فلا بأس بدخوله على النساء، فأما إن كان مراهقاً أو قريباً منه، بحيث يعرف ذلك ويدريه، ويفرق بين الشوهاء والحسناء، فلا يمكن من الدخول على النساء. انتهى.

واحذر أن تتحدث مع زوجتك في هذا فتفتح للشيطان أبواب النزغ بينكما، ولن تجد أحداً من الناس يوافقك على رأيك هذا، بل ستجد الناس ما بين ذام لك ومنكر عليك، واعلم أن الغيرة في غير موضعها مما يبغضه الله سبحانه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 118777 ففيها بيان الفرق بين الغيرة الممدوحة والمذمومة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني