الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية عدم تعريض القرآن للنسيان

السؤال

أنا حامل في الشهر الرابع، ومن الله علي وحفظت عشرين جزءا من القرآن ولم أراجع السور التي حفظتها ولامرة فنسيتها. فهل أكمل الحفظ لكي أختم قبل الولادة نظرا لانشغالي بالمولود وخوفي من عدم حفظي أم أراجع أولا وأوقف الحفظ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أن الأولى لك بل الواجب عليك أن تجتهدي في مراجعة محفوظك من القرآن وألا تعرضيه للنسيان لما في ذلك من التبعة العظيمة، ولا شك في أن حفظ رأس المال أولى وأهم من تحصيل الربح، وقد وردت نصوص مرهبة من التهاون في شأن القرآن وترك تعاهده ونسيانه.

قال النووي رحمه الله: وليحذر كل الحذر من نسيانه أو نسيان شيء منه أو تعريضه للنسيان ففي الصحيحين عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها. وفى سنن أبي داود عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها. وفيه عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم. انتهى.

وبه تعلمين أن الذي يتعين عليك هو الاجتهاد في مراجعة محفوظك بما لا يعرضه للنسيان، ثم إذا وجدت وقتا زائدا على وقت المراجعة صرفته للحفظ، وأما خوفك من أن تشتغلي عن حفظ ما بقي فيما بعد، فإن التوكل على الله وإحسان الظن به والاستعانة به على إتمام هذه المهمة الشريفة مع شيء من تنظيم الوقت تعين بإذن الله على تحصيل المطلوب، وإذا اطلع الله منك على صدق الرغبة في حفظ كتابه فإنه سيعينك على هذا وييسره لك. نسأل الله أن يجعلنا وإياك من القائمين بحق كتابه علما وعملا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني