الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجلوس في مقهى للنت فيه من يدخل على المواقع الإباحية

السؤال

شخص يجلس فى مقهى نت وبعض المراهقين يدخلون على مواقع إباحية. فهل يجوز له المكوث أم يجب أن يخرج مع جلوسه لطلب العلم من المواقع الإسلامية؟ نرجو الرد بسرعة لأنه أمر يشغلني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على هذا الرجل أن ينكر على هؤلاء المراهقين ما يفعلونه من الدخول على المواقع الماجنة، فإذا لم يكن قادراً على الإنكار عليهم فلا يجوز له الجلوس معهم حال مشاهدتهم لتلك المنكرات، قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ. {النساء:140}.

قال القرطبي: فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم،... فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. الجامع لأحكام القرآن.

وقال السعدي: والحاصل أن من حضر مجلساً يعصي الله به، فإنه يتعين عليه الإنكار عليهم مع القدرة أو القيام مع عدمها. تفسير السعدي.

ومن أهل العلم من ذهب إلى أنه إن علم بالمنكر وكان لا يراه ولا يسمعه فله الجلوس لأنه لا يلزمه الإنكار حينئذ وهذا مذهب الحنابلة، ولكن أكثر العلماء على خلافه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني