الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها مدمن للقات ويقصر في حقها

السؤال

أنا متزوجة من 10 أشهر وحامل في الشهر السابع بأول طفل. زوجي يصغرني بثلاث سنوات. نحن من اليمن لكن مقيمون في هولندا, وأهلي وأهله مقيمون أيضا في هولندا، مشكلتي مع زوجي بدأت منذ زواجنا قبل الزواج كان يعلم أني لن أقبل برجل يأكل القات (القات يعتبر شيئا من العادات والتقاليد في اليمن) وفعلا توقف زوجي بعد حضوره إلى هولندا وطلب الزواج مني لمدة سنة ونصف عن أكل القات. وبعد عقد القران وبسبب مشاكل عاد زوجي إلى أكل القات ولم يهمه أنه كان شرط الزواج. لم أجد من يدعمني بعد أن طلبت الانفصال لأن رجال عائلتي وعائلته لا يجدون فيه أي عيب لأنهم يأكلون القات. وبمشورة أمي وجدتي كان علي أن أصبر إلى ما بعد الزفة وربما عندما نكون في بيت واحد قد يتغير. مرت الأيام واكتشفت أنه رغم طيبته وحبه لي لا يفكر سوى في كيف يستغل أي وقت فراغ لأكل القات وخروجه من البيت، لا يفكر في أي شي مهم ولا أي مسؤولية. الحمد لله هو يعمل لسداد كل المستلزمات. لكن لأجل القات يتدين المال من أهله، وبدأت الديون حتى إذا سدد لا يتوقف عن أخذ المال من أبويه أو أخته بدلا من أن يعطيهم لأنه الابن الأكبر. خروجه لأكل القات يبرره بأنه ليس لديه ما يعمله وقت فراغه وأن كل معارفه وأصدقائه يجتمعون لأجل هذا نهاية كل أسبوع أو أي وقت لا يعمل به. باجتماعهم تضيع فرائض وقد يشاهدون أفلاما إباحية أو يتكلمون في مالا يفيد و يدخنون. وبعد رجوعه في الساعة الثانية أو الثالثة صباحا يخلد إلى النوم لما بعد صلاة المغرب. وهكذا يقضي نهاية كل أسبوع لا أراه فيه. تحدثت إليه كثيرا وحاولنا أن نصل إلى حل حتى وإن كان التقليل لكن بلا جدوى. كنت أتمنى أن أعيش بعد الزواج في بيت نخاف الله فيه وزوجي يساعدني لنتقي الله. لكن أجد الآن نفسي وحيدة أخاف أن أصبح أنا الأب والأم في تحمل كل المسؤوليات، وفي غيابه الفكري والديني والتعليمي وعدم وجوده نهاية الأسبوع. وما يزعجني أنه لا يطمح في أي شي وليس لديه أي أهداف ويقضي كل يوم بيومه وأنا لست من أولوياته. عجزت وتعبت ووصلنا لحد أنه أهانني أمام أهله وطلقني وظاهرني في شهر رمضان بسبب القات. وبعد العيد أرجعني بشرط أن يتغير وها نحن بعد ستة أسابيع يحاول فيها كل أسبوع لكن بلا جدوى. ماذا عساني أفعل؟ أريد مشورتكم، أليس القات حراما؟ ما قول الشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما بالنسبة للقات فقد بينا حكمه بيانا شافيا وذكرنا أنه محرم وأدلة تحريمه بالفتوى رقم:13241.

وما ذكرت من اجتماع زوجك وأصدقائه على مشاهدة الأفلام الإباحية، وتضييع الفرائض، والتكلم فيما لا يفيد لهو خير شاهد على أنه لا خير في مجالسه بالإضافة إلى سوء عاقبة تعاطيه . فيجب على زوجك أن يتوب إلى الله تعالى من ذلك كله، ويتأكد أمر اجتنابه تناول القات باشتراطك عليه ذلك قبل الزواج، ثبت عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال: أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج. رواه البخاري ومسلم.

ثم إن هذا الزوج مسيء للعشرة ومقصر في حق زوجته، وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {النساء:19}.

ومع كل هذا فإننا ننصحك بالصبر عليه وكثرة الدعاء له بالهداية والصلاح، فإن الدعاء من أقوى أسلحة المؤمن ومن أفضل ما تقضى به الحاجات قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. {الزخرف:60 }.

فإن صلح حاله فالحمد لله، وإن استمر على ما هو عليه وكنت متضررة بالبقاء معه على هذا الحال فلك الحق في أن تطلبي منه الطلاق، وقد يكون هذا هو الأولى، وليس من حق أهلك ولا أهله منعك من ذلك، فلا يجب على المرأة طاعة والديها فيما فيه ضرر عليها فضلا عن غير الوالدين. وإقرارهم له على تناول القات أمر منكر.

وإذا كان زوجك فعلا قد طلقك وظاهر منك ثم راجعك فلا يحل له وطؤك قبل أن يكفر كفارة الظهار، وإن كان قد وطأك وهو يعلم حرمة ذلك فهو آثم يجب أن يتوب إلى الله تعالى، وكذا الحال بالنسبة لك إن مكنته من نفسك مع علمك بالحرمة. وراجعي الفتويين: 10371 ، 42176.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني