الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإكثار من صلاة النافلة أفضل أم الإكثار من التلاوة

السؤال

ما هو الأفضل في اليوم ختمة من القرآن الكريم كل خمسة أيام مع الإكثار من النوافل؟ أم ختمة كل ثلاثة أيام مع الإكثار من النوافل أيضا لكن بمقدار أقل من الحالة الأولى فأفيدوني؟ جزاكم الله تعالى خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأفضل هو الجمع بين الإكثار من النوافل والتلاوة، ويتم ذلك بإطالة القيام في الصلاة والاشتغال بالتلاوة أثناء القيام ولو قل عدد الركعات إذا كان الإنسان نشيطاً للصلاة، وإذا تعب منها فليشتغل بالتلاوة ويتلو أيضاً ما تيسر في أوقات النهي، ففي الحديث: أفضل الصلاة طول القنوت. رواه مسلم. والمراد بطول القنوت طول القيام كما قال النووي، ويدل له رواية أبي داود أنه سئُل أي الأعمال أفضل قال: طول القيام كذا قال الشوكاني.

قال النووي رحمه الله في المجموع: تطويل القيام عندنا أفضل من تطويل السجود والركوع وأفضل من تكثير الركعات... انتهى. وقد استدل النووي لهذا بالحديث السابق وبكون ذكر القيام القراءة وهي أفضل من ذكر الركوع والسجود، فإن لم يمكنه إطالة القيام حتى يختم في ثلاثة أيام فالظاهر أن إكثار نافلة الصلاة أفضل من الاشتغال بالتلاوة، لأن نافلة الصلاة هي أفضل النوافل كما يفيده الحديث: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. رواه أحمد وصححه الألباني وفي الحديث: .. الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر. رواه الطبراني وحسنه الألباني.

قال الملا علي القارئ في شرح المشكاة: الصلاة خير موضوع أي خير من كل ما وضعه الله لعباده ليتقربوا إليه. وقال الزرقاني في شرح الموطأ: وخير أعمالكم الصلاة أي إنها أكثر أعمالكم أجراً فلذا كانت أفضل الأعمال لجمعها العبادات كقراءة وتسبيح وتكبير وتهليل وإمساك عن كلام البشر والمفطرات... انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني