الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حج من ترك المبيت بمزدلفة

السؤال

قمت بالحج لعام 1430 هجرية، وبعد غروب شمس يوم عرفه ذهبت إلى مزدلفة، ولكنى لم أتمكن من المبيت داخل حدود مزدلفة المحددة بالعلامات بسبب الزحام الشديد جدا، فلم يكن أمامي لكي أكون داخل حدود مزدلفة المحددة بالعلامات إلا أن أؤذي الناس بسبب الزحام الشديد، ولكني لم أفعل لأنني أعرف أنه لا ضرر ولا ضرار، وأن الدين يسر، فقمت بالمبيت بالقرب أو بجوار تلك الحدود، علما بأنه كان معي في نفس المكان الذي قمت بالمبيت فيه أناس كثيرون، وكان هناك أناس يبيتون أبعد من المكان الذي أنا فيه أيضا بسبب الزحام الشديد جدا.. فهل حجي صحيح أم لا؟ وهل علي كفارة أو علي شيء؟ علما بأنني لم أفعل هذا إلا بسبب الزحام الشديد جدا، وعدم قدرتي على إيجاد مكان للمبيت به... أفيدوني أفادكم الله ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحجك صحيح إن شاء الله تعالى، والمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج، وليس ركنا في قول أكثر أهل العلم، ومن ترك المبيت بها فعليه دم، ولكن أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بأن من ترك المبيت لعدم وجود مكان فإنه لا يلزمه شيء إذا لم يتساهل. أما إن تساهل فعليه دم، والذي نظنه أن الأخ السائل وقع في نوع تساهل لأن الغالب أنه لن يعدم مكانا في مزدلفة يبيت فيه.

سئل الشيخ رحمه الله تعالى : هناك من يبيت خارج مزدلفة لأنهم يمنعونه من الوقوف بالسيارة فيتعدى فيبيت في منى فهل عليه هدي؟ فأجاب بقوله: إذا كان لا يجد مكاناً في مزدلفة أو منعه الجنود من النزول بها فلا شيء عليه ؛ لقول الله سبحانه : فاتقوا الله ما استطعتم. وإن كان ذلك عن تساهل منه فعليه دم مع التوبة. اهـ وانظر الفتوى رقم: 14548، ورقم: 29952 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني