الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين العلم الشرعي والدنيوي هو الأفضل

السؤال

أيهما الأفضل رجل يحمل علما شرعيا وحده أو رجل يحمل علما شرعيا وعلما دنيويا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أفضل هذين الرجلين أتقاهما لله تعالى كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى.

ومن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه تبارك وتعالى هو تعلم ما افترض عليه فرضا عينيا من توحيده وعبادته.. ثم ما افترضه عليه فرضا كفائيا من تعلم ما تحتاج إليه الأمة من العلوم الدينية والدنيوية.

ولا شك أن الجمع بين الفرضين أفضل من الاقتصار على أحدهما، ولا يعني ذلك الحكم بالفضل لأحد على أحد، فإن التفاضل لا يكون إلا بالتقوى، والتقوى محلها القلب الذي لا يطلع على ما فيه إلا الله تبارك وتعالى، ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصابعه إلى صدره. وفي لفظ: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

قال النووي في شرح مسلم: أي أن الأعمال الظاهرة لا يحصل بها التقوى؛ وإنما تحصل بما يقع في القلب من خشية الله ومراقبته وعظمته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني