الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة صاحب القرآن الذي ينال المرتبة العالية في الجنة

السؤال

هل أهل القرآن المتقنون له حفظا وأداء وتجويدا، العاملون به على قدر استطاعتهم في أعلى درجة في الجنة -الفردوس الأعلى - إذا كانوا كذلك فإذا افترضنا أن هناك رجلا حافظا للقرآن ، قارئا ، فقيها ، حافظا للصحيحين، صائما بالنهار، قائما بالليل، حسن الخلق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، محافظا على الفرائض في وقتها وعلى النوافل ، يحسن النية الخ فهل هذا الرجل -بهذه الصفات- درجته عند الله مثل الحفاظ فقط إذا كانوا اصلا في أعلى درجة في الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.

والمراد بصاحب القرآن من يلازم تلاوته. قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود: صاحب القرآن: من يلازمه بالتلاوة والعمل والتدبر.. لا من يقرؤه ولا يعمل به.

وقال بعض العلماء: إن من عمل بالقرآن، فكأنه يقرؤه دائماً وإن لم يقرأه أو يحفظه، ومن لم يعمل بالقرآن فكأنه لم يقرأه، وإن حفظه وقرأه دائماً، وقد الله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فمجرد التلاوة والحفظ لا يعتبر اعتباراً يترتب عليه المراتب العلية في الجنة العالية.

وعلى ذلك فإن من اتصف بالصفات المذكورة من عباد الله -رجلا كان أو امرأة- سينال أعلى الدرجات في الجنة وما أعد الله تعالى لحملة كتابه والعاملين به إن شاء الله تعالى .

وللمزيد عن منزلة حفظة كتاب الله تعالى والعاملين به انظر الفتاوى: 19297، 19251، 41129.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني