الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليست كل المشاكل الزوجية سببها السحر

السؤال

لقد تزوجت منذ سنة ونصف وكنا ثنتين ـ أنا وأخرى ـ وقد كنا أسرة واحدة متفاهمة ـ أو هذا ما كنت أعتقد ـ فقد حملت ـ أولا ـ من أول شهر، ولكنني أجهضت، فقد بدأت مشاكلي من تدخلات أخت زوجي غير المتزوجة، والتي كانت تتدخل في كل شيء ـ بعلم وبغير علم ـ يعني: تقول لنا بأنه لا أحد يفهم أو يعرف شيئا عداها.
والمشكلة الكبيرة: هي أنها تسيطر على أمها بالكامل، والأم تسيطر على زوجي وإخوته، وقد صدمت مما رأيته عندهم، فهذه الأم لا ترد أبناءها عن الخطإ، لكن تشجعهم عليه أكثر ـ عكس ما تربيت عليه، وقد كانت ـ سلفتي ـ تحسدني، ولكنني لم أبال، لأنني مؤمنة وأعلم أن نار الحسد لا تأكل إلا صاحبها، وكنت أتعامل مع الجميع بنيتي الصافية، ولكنني في يوم من الأيام استيقظت فوجدت عقربا أسود قد وضع أمام باب المنزل، وعندما رآه زوجي رماه بعيدا برجله ولم نهتم للأمر، وشاء الله أنني حملت مرة أخرى وبدأت أعراض الحمل ـ من غثيان وإفراغ للمعدة ـ ثم حدت لي نزيف بسيط وطلبت طبيبتي النسائية مني الراحة السريرية التامة، وهنا بدأت مشكلتي: فقد كرهت بيتي كرها تاما أحسست فيه بأنني مخنوقة، وعندما أتحرك في أرجاء المنزل أحس بخطوات تلاحقني وأثناء نومي أرى وحوشا وأشخاصا مخيفين يحاولون قتلي فأصرخ، وقد أيقظني زوجي عدة مرات وسقاني الماء، ولكنه لم يهتم لما يحدت معي ولما رآه، المهم نسيت أن أخبرك بأن ـ سلفتي ـ صعدت إلي يوما وطلبت مني إعارتها شبشبا بحجة أنها لا تملك ما تخرج به ـ وقد كانت تعلم بأن مقاس رجلها أكبر من مقاس رجلي ـ ولكنها أصرت فأعطيتها الشبشب، ولكنها بعد حوالي أسبوع أحضرته وأخبرتني أن مقاسه صغير، ولكنني لم آخذه منها، لأن زوجي طلب مني ذلك، تم إيوائي بالمستشفى عدة مرات وزوجي بذل كل مافي وسعه للضغط علي، لأن أهله يخبرونه بأنني أتدلع وأنني أفتعل الدخول إلى المستشفى، وأنني طبيبة، وقد كانت حالتي النفسية أسوأ ماتكون، فقد دخلت في اكتئاب من معاملته لي وقد شتمني وأخبرني بأنه يراني فى صورة الحمار ـ أكرمكم الله ـ وكنت أخافه جدا وكأنه سيقتلني، وفي آخر مرة تم إيوائي بالمستشفى من بيتي، أخذني زوجي إلى المستشفى ولم يزرني ـ لا هو ولا أحد من أهله ـ وقبل خروجي بيوم جاء إلي يهددني، فاتصلت بأخي لإخراجي وجاء زوجي إلى بيت أهلي يهددني ويتوعدني إلى أن رفع علي قضية بيت الطاعة، مع أن أخي وأهلي تدخلوا ونصحوه بأنني مريضة وعليه مراعاة حالي، وأهله لم يتدخلوا وكانوا بمنتهى السلبية وكأن ما يحدث لا يمسهم، فرفعت قضية طلاق للضرر، وشاء الله أن أصاب بسكر الحمل وألد بعملية قيصرية بنتا، وعندها جاء زوجي إلى المستشفى للاطمئنان علي ورؤية ابنته وتكررت زيارته ثم أخذ يتصل بي هاتفيا في بيت أهلي وقد وصلنا إلى أن نتفق على الرجوع والعيش معا، ولكنه انقطع فجأة عن مكاملتي إلى أن فجأني بأن طلب مني أن أقعد في البيت والامتناع عن قيادة السيارة، في البداية رفضت ذلك، لأنه لم يشترط ذلك قبل الزواج، ولكنني فكرت بابنتي التي لا تعرف أباها، لأنه رآها 4 مرات خلال 7 أشهر ـ عمرها ـ فقبلت شروطه، ولكنه رفض ـ أيضا ـ ويريد التطليق ويريد عدم خسارة أي شيء، علما بأن فراش بيته كله من مالي الخاص، وقد أخذ مني مبلغا من المال بنية شراء سيارة لي، ولكنه خدعني، وأثناء هذا كله يقول لي: إنه يحبني وإنني أغلي هدية أعطاه الله إياها وأنه لايريد أن يخسرني ويخسر ابنته، وأخرى يفاجنئي بكرهه لي ولابنته، فهل هذا سحر؟ وكيف يمكنني معالجة زوجي الذي لايقرأ القرآن، فأنا ـ ولله الحمد ـ أصلي وأقرأ القرآن ـ سورة البقرة خاصة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نستطيع الجزم بكون ما حدث بينك وبين زوجك من خلاف سببه سحر أو نحوه، لكن على كل حال ننبهك إلى أنّ علاج السحر ميسور بإذن الله تعالى بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكّل على الله، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 2244، ورقم: 10981.

والذي ننصحك به: أن تسعي للتفاهم مع زوجك ومعرفة ما دفعه لهجرانك، وإذا لم يحصل بينكما تفاهم فليتدخل بعض العقلاء من الأهل أو غيرهم من ذوي الدين للإصلاح بينك وبين زوجك.

وننصحك بكثرة الذكر والإلحاح في الدعاء، فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني