الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حسن الظن والتسامح من أسس دوام العلاقة الزوجية

السؤال

بعد ولادتي لابنتي الثالثة تركت العمل لأهتم ببناتي وزوجي، ولكنني بعد الولادة وخلال سفر زوجي مرضت وقد حولتني طبيبتي إلى طبيب جراح لعدم وجود طبيبة لإجراء العملية، وقد ذهبت معي أختي كمحرم و قد أكد الطبيب حاجتي لعملية بعد الفحص، و لكنني لم أخبر زوجي بشيء لكي لا يقلق وهو في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، فأخبرت والده وأخاه و طلبت منهما عدم إخباره، وعند ما وصل وعرف غضب غضبا شديدا ورغم كل تبريراتي أنني لم أقصد إلا عدم إزعاجه وليتمكن من إنهاء عمله بشكل جيد إلا أنه لم يسامحني خاصة أن حالتي ساءت لتأجيل العملية واضطر الطبيب لاستئصال جزء من البطن.
فهل ما قمت به خطأ؟ مع العلم أنني أخبرته عن ذهابي للطبيب وأخفيت عنه نتيجة الفحص، فأنا منذ ذلك الحين أشعر تجاهه بجفاء شديد لأنه عاملني بشكل سيء جدا، ولم يتفهم خوفي على مشاعره وهو في الغربة في عمل. أفتوني بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكان الأولى أن تخبري زوجك بنتيجة هذه الفحوصات ولا تخفيها عنه لأن هذا أمر يهمه وإخفاؤه عنه مما يسوؤه ولا شك.

ولكن ما دام قد وقع قدر الله وأخفيت عنه ذلك فنوصيك بالصفح عما كان منه من رد فعل على هذا التصرف وأن تحسني به الظن، فإنه ما فعل ما فعل إلا حرصا عليك وعلى سلامتك، وحزنا على ما سببه التأخر في العلاج من مضاعفات.

وإنا لنوصي الزوج أيضا أن يترفق بزوجته ويقدر نيتها الطيبة وحرصها على ألا تدخل عليه ما يزعجه ويقلقه حال سفره وغربته.

وفي النهاية ننبه على أن أختك ليست محرما لك لأن المحرم لا بد وأن يكون رجلا، ولكن وجودها معك عند الطبيب أو غيره من الرجال الأجانب مما تنتفي به الخلوة على الراجح من كلام أهل العلم. وقد بيناه في الفتوى رقم: 9786

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني