الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارجعي لزوجك وطالبيه بالإنفاق والمعاشرة بالمعروف

السؤال

فضيلة الشيخ من فضلكم أن تساعدني في اتخاذ القرار الصائب بإذن الله تعالى، واعذرني مسبقا إن كان نص سؤالي طويلا.. أنا امرأة متزوجة عمري 30 سنة، رزقت بفتاة عمرها شهر ونصف، مشكلتي أن زوجي يدخل على المواقع الخليعة عبر الإنترنت، ويعمل علاقات مع النساء عبر الدردشة، وقد ضبطته أكثر من مرة، وفي كل مرة يعدني بأنه سوف يتوقف عن هذه العادة, حتى إننا ذهبنا إلى الطبيب النفسي ولكن دون جدوى، في كل مرة يعيد الكره، ولكن هذه المرة تطورت هذه العلاقات وخرجت إلى النور، حيث ضبطت عنده هاتفا نقالا ثانيا برقم ثان، وهو مليء بالرسائل المكتوبة من وإلى نساء متعددات... يا فضيلة الشيخ إن زوجي مريض في هذا المجال، وتأكدت أنه لن يترك هذه العادة، بعد أن أعطيته أكثر من 6 فرص، وكذلك يا فضيلة الشيخ زوجي متقاعس عن العمل، وهو يتكل علي في المصاريف لأنني أعمل، وهو لا يريد العمل لأنه يتكبر، ويريد أن يعمل ما يريد هو فقط، ولكن عمله غير متاح، حتى إنه لا يبحث ولا يشقى فقد اتكل على راتبي.
ولكن بعد أن وضعت ابنتي أنا في أجازة عطلة الأمومة، وهو لا يريد أن يعمل، نتيجة لكل هذا يا فضيلة الشيخ فقد حزمت أمتعتي وذهبت لبيت أهلي وطلبت الطلاق، وإذا به يطلب العفو، وهو الآن كل يوم يرسل لي رسائل مكتوبة، لأني لا أرد على اتصالاته يطلب السماح، ويعدني أنها المرة الأخيرة، ويتوسل إلي أن لا أحرمه من ابنته، وأنه سوف يعوضنا عن كل ما فاتنا.... فأنا الآن حائرة جداً، هل أعطيه فرصة أخرى بسبب ابنتي فلا أريدها أن تعيش من دون أب، وهي لا تبلغ إلا شهرا ونصفا، أم أتركه وأصر على الطلاق لأنه وعدني مراراً وتكراراً، ولم يف بوعوده؟ فما الذي تغير الآن لكي يفي بوعده هذه المرة؟
أرجوكم ساعدوني أنا كثيراً مهمومة ومحتارة؟ وجزاكم الله كل خير في هذا الشهر الكريم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن زوجك مخطئ في جميع ما نسبته إليه، وأن من حقك طلب الطلاق منه، لكن الذي ننصحك به هو أن ترجعي إليه وتطالبيه بالإنفاق عليك ومعاشرتك بالمعروف، وتجتهدي في مناصحته وتذكيره بالله وتخويفه عقابه، وتحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة، وتتعاوني معه على طاعة الله مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية، فإن لم يستقم ويعاشرك بالمعروف فلتتشاوري مع العقلاء من أهلك وتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخف الضررين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني